منذ إطلاق برنامج طنجة الكبرى في 26 سبتمبر 2013، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، تعيش مدينة البوغاز على إيقاع دينامية وحركية تنموية حثيثة، تجسدت في مشاريع مهيكلة طالت عدة مجالات، حرص جلالة الملك على تدشينها وإعطاء انطلاقتها، وذلك للرقي بطنجة الكبرى إلى مصاف الحواضر العالمية، ذات التنافسية الحضرية والجاذبية الاقتصادية. فمواكبة للإقلاع الاقتصادي لمدينة طنجة، من خلال مشاريع ضخمة مثل ميناء طنجة المتوسط وإحداث العديد من المناطق الصناعية واستقطاب شركات عالمية من قبيل شركة "رونو" الرائدة في مجال صناعة السيارات، يتم إطلاق وتفعيل برامج مندمجة ومتوازنة، تروم تمكين المدينة من بنيات تحتية حديثة، تستجيب للحاجيات والمتطلبات التي تؤهلها لأن تتحول إلى قطب عالمي تنافسي حقيقي.
ولا تقتصر مختلف هذه المشاريع على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تشمل أيضا القطاعات الاجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية وغيرها من أجل ضمان تنمية متوازنة تستجيب لانتظارت وتطلعات مختلف شرائح المجتمع.
واليوم يتجسد هذا التوجه ، من جديد ، في إشراف جلالة الملك على تدشين محطة لمعالجة المياه العادمة لبوخالف ومنظومة إعادة استعمال المياه المصفاة.
وتشكل محطة معالجة المياه العادمة لبوخالف ومنظومة إعادة استعمال المياه المصفاة، أحد أبرز مكونات مشروع تطهير الساحل الممتد من كاب ملاباطا إلى أصيلة، والذي يهدف إلى حماية الموارد المائية الجوفية من آثار التلوث والمساهمة في ترشيد استعمال المخزونات المائية، بما من شأنه تحسين إطار عيش الساكنة المحلية والحفاظ على سلامة الوسط البيئي.
وهكذا سيمكن هذا المشروع من معالجة التلوث على الخط الساحلي، الذي يمتد من كاب مالاباطا إلى أصيلة على طول 65 كلم، والرفع من جودة مياه الاستحمام، واعتراض وتحويل مياه الصرف الصحي لمدينة طنجة على طول 58 كلم.
وقد تم تصميم هذه المحطة وفق المعايير الدولية مع توظيف آخر التكنولوجيات في مجال معالجة المياه العادمة.
وفضلا عن ذلك يتضمن برنامج تطهير الساحل الممتد من كاب ملاباطا إلى أصيلة إحداث محطات ضخ وتصريف مياه الصرف الصحي، فضلا عن إنشاء محطتين للضخ لجمع مياه الصرف الصحي بمنطقة برييش ومنطقة حد الغربية.
ويتضمن المشروع كذلك إعادة استغلال المياه المعالجة لسقي فضاءات منطقة هوارة بضواحي مدينة طنجة.
وسيعزز مشروع تطهير الساحل الممتد من كاب ملاباطا إلى أصيلة، برنامج وقاية طنجة من الفيضانات والذي يتضمن إنشاء بنيات تحتية لمواجهة الفيضانات في المناطق المعرضة للخطر، خاصة منها المناطق المنخفضة والأحياء الناقصة التجهيز لمدينة طنجة.
ويأتي هذا المشروع لتعزيز مختلف الأوراش المهيكلة التي تم إطلاقها على مستوى عاصمة البوغاز لا سيما تلك المنفذة في إطار البرنامج الضخم " طنجة الكبرى" و الذي يولي مكانة مركزية للرهانات البيئية و للقضايا المتعلقة بالربط الطرقي و تنقل الأشخاص.
وينطبق هذا على مشروع إنجاز مواقف للسيارات تحت أرضية، والمشروع المتعلق بتهيئة مدخل جنوبي لمدينة طنجة يمكن من الولوج المباشر انطلاقا من الطريق السيار الرباط- طنجة إلى حي بني مكادة والمنطقة الصناعية المستقبلية عين الدالية.
ومن شأن مشروع إنجاز مواقف للسيارات تحت أرضية، والذي يتضمن بناء 12 موقفا للسيارات (1438 مكان للركن) على مستوى كورنيش طنجة، وأربعة أخرى على مستوى ساحة الأممالمتحدة والحي الإداري وساحة 9 أبريل وساحة مسجد محمد الخامس، الحد من الازدحام الذي تعرفه المدينة وتحسين جماليتها وجاذبيتها وضمان حركة مرور أكثر سلاسة.
أما مشروع تهيئة مدخل مباشر انطلاقا من الطريق السيار الرباط- طنجة للربط في نفس الآن بحي بني مكادة والمنطقة الصناعية عين الدالية فيشمل إنجاز بدال على مستوى الطريق السيار الرباط- طنجة المتوسط، وطريق للولوج بطول 2ر6 كلم من ممرين، وتهيئة فضاءات خضراء وأرصفة، وتهيئة العقار الحضري، وتوسيع شبكة الإنارة العمومية.
وسيمكن هذا المشروع، المنجز في إطار شراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، وعمالة طنجة- أصيلة، والذي يسجل نسبة تقدم تقدر ب 10 بالمائة، من تخفيف الضغط على مختلف مداخل المدينة، وتحسين الولوج للمناطق الصناعية واللوجستيكية، وتعزيز السلامة الطرقية.
والأكيد أن مختلف هذه المشاريع ستقوي جاذبية المدينة والجهة ككل، وبالتالي استقطاب مزيد من المستثمرين بالنظر لما تتوفر عليه من بنيات تحتية مؤهلة وإطار ملائم في ما يتعلق بظروف الاستقبال وإنجاز المشاريع، وذلك بفضل سياسة الأوراش المهيكلة الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، والتي بفضلها أصبحت الجهة ثاني قطب اقتصادي بالمملكة، كما أضحت مدينة طنجة واحدة من المدن المتوسطية الواعدة في مجال تحقيق التنمية المستدامة والرخاء والازدهار.