قال محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى إن "عالم الفتوى يعرف اضطرابا لا حدود له، على مستوى مضمون الفتاوى التي تصدر" . وحذر يسف في حديث مع جريدة " الشرق الأوسط "، من خطورة الفتوى على ثقة الناس في شريعتهم وفي قدرة علمائهم على ضبط حياة المتدينين وتمثيل شرع الله تمثيلا صحيحا.
وانتقد يسف الفتاوى التي سبق أن صدرت عن عبد الباري الزمزمي ومحمد عبد الرحمان المغراوي، دون أن يذكرهما بالاسم، خاصة الفتاوى الصادرة عن الزمزمي من قبل الإفتاء بجواز شرب المرأة الحامل للخمر بدافع الوحم، أو جواز مجامعة الرجل لزوجته الميتة بعد مفارقة الروح لجسدها.
أو تلك الصادرة عن المغراوي القاضية بتزويج الطفلة التي تبلغ من العمر 9 سنوات، ووصف تلك الفتاوى ومواضيعها بأنها من " النوازل الغريبة التي لا يمكن النظر إليها على أنها إفتاء جاد، و إنما هي خواطر و سوائح خطرت ببال أصحابها، لا تلامس هموم الناس و قضاياهم الحقيقية ".
ومن بين نماذج الفتاوى التي أجابت عنها الهيأة المكلفة بالفتوى التابعة للمجلس العلمي، ذكر سيف، طلب فتوى من وزارة التجهيز والنقل حول بيان حكم الشرع الإسلامي في استعمال أجهزة لرصد الكحول لدى السائقين، فأفتت بجواز ذلك، و أفتت في سؤال وزارة الأوقاف حول جواز إجراء القرعة بين المرشحين لأداء فريضة الحج، باعتباره حلا يرضي الراغبين في الحج، و ليستجيب في الوقت نفسه للظروف الضاغطة وتجنب الاكتظاظ بالديار المقدسة التي يقصدها الحجاج من جميع أنحاء العالم..