اتهم موقع الجزائر الوطنية الإعلام المغربي بالتعامل المغرض والموجه مع أحداث غرداية. وقال الموقع إن الإعلام المغربي قدم صورا لقتلى وجرحى وقدمها على أنها من نتائج الأحداث في غرداية، وهي صور مأخوذة من خارج الجزائر من العراقوسوريا واليمن، حسب الموقع. واتهم الموقع الإعلام المغربية بالتبعية للمخزن ونشر صور مأخوذة من سوريا أو اليمن على أنها مأخوذة من أحداث غرداية. لنفترض أن ما قاله الموقع صحيحا، وأن الإعلام المغربي مغرض وكذاب ولا ينقل الحقائق بل يزورها وينشر صورا مفبركة، غير أن ما لا يمكن للموقع أن يخفيه هو أن السلطات الجزائرية اعترفت رسميا بسقوط 22 قتيلا على الأقل وإصابة العشرات في أعمال العنف التي اندلعت يوم الاثنين الماضي بولاية غرداية بين الميزابيين (أمازيغ إباضيين) والشعانبة (عرب سنة). فهل الجهة الرسمية التي أعلنت هذه الحصيلة، رغم أنها ليست هي الحصيلة الحقيقية، تابعة للمخزن المغربي أم أن الجنون والحقد يجعل الناس تنطق بالتفاهات؟
وسائل إعلام جزائرية قالت إن الاشتباكات استمرت ليومين ولاسيما بمدينة القرارة الواقعة شمال شرق غرداية، حيث سقط أغلب القتلى. هل الإعلام الجزائري أصبح أيضا تابعا للمخزن المغربي؟
ومن المضحكات المبكيات أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قرر تكليف قائد الناحية العسكرية الرابعة بتسيير عمل قوات الأمن بهدف استعادة الأمن في غرداية. لماذا اتخذ هذا القرار إذا كانت الأمور طبيعية؟
وأدانت الأحزاب السياسية أعمال العنف، حيث دعا حزب جبهة التحرير الوطني جميع الفعاليات في هذه المنطقة إلى بذل الجهود للمساهمة في إخماد نار "الفتنة" من خلال تفضيل لغة الحوار وتحكيم العقل. وهو حزب بوتفليقة نفسه.
كما أدان التجمّع الوطني الديمقراطي استخدام الأسلحة من قبل الجماعات المتطرفة داعيا إلى التطبيق الصارم للقوانين ضدّ مستخدمي العنف.
وأطلق الجزائريون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بالأحداث الدامية، وتدعو السلطة إلى التدخل لوقف "الفتنة وإراقة الدماء".
وشهدت العاصمة تظاهرة تنديدا بتردي الأوضاع الأمنية في مدينتي بريان والقرارة. وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعاراتٌ منددةٌ بالفتنة، وطالبوا الحكومة بالتدخل لوضع حد للانفلات الأمني.
الإعلام المغربي، الذي تناول القضية، لم يخرج عن السياق وإنما اعتمد على الإعلام الجزائري نفسه، والصور المنشورة في الإعلام المغربي مأخوذة عن الإعلام الجزائري. يعني أن أشقاءنا الجزائريين أصيبوا بالزهايمر وأصبحوا ينشرون الصور والأخبار وينسوا أنهم هم الناشرون.