قرر الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس 23 أبريل، تعزيز إجراءات مواجهة الهجرة غير الشرعية عبر البحر الابيض المتوسط، بما في ذلك عن طريق إرسال مزيد من السفن والطائرات إلى المنطقة. وفي ختام لقاء القمة الطارئ للاتحاد الذي عقد في بروكسل لمعالجة أزمة المهاجرين في المنطقة، أفاد كل من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بأن رؤساء دول الاتحاد اتفقوا على زيادة ميزانية عملية "تريتون" البحرية الهادفة إلى الحد من عدد المهاجرين إلى أوروبا، بمقدار ثلاثة أضعاف.
من جهته أشار رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكير إلى أن ميزانية العملية ستبلغ 120 مليون يورو سنويا، مضيفا أن معظم الدول الأعضاء اتفقت على تخصيص وسائل لإجراء عمليات في البحر المتوسط، بما فيها سفن حربية ومدنية ومروحيات وغيرها من المعدات.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن لندن ستقدم 3 من سفنها الحربية وعددا من المروحيات كإسهام منها في الحد من عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يغامرون بعبور البحر المتوسط قاصدين السواحل الأوروبية.
وجاءت أقوال كاميرون لدى حضوره إلى لقاء القمة الطارئ الذي عقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل بعد أيام من حادث انقلاب قارب قبالة السواحل الليبية، أودى بحياة نحو 800 مهاجر الأحد الماضي.
وأشار رئيس الحكومة البريطانية إلى أن المهاجرين الذين سيتم إنقاذهم بواسطة السفن والمروحيات البريطانية، "سيتم نقلهم إلى أقرب بلد آمن، والأرجخ أنه إيطاليا، وأنهم لن يتمكنوا من طلب اللجوء في المملكة المتحدة فورا".
التحرك ضد المهربين
كما بحث رؤساء الدول الأوروبية إمكانية إجراء عملية عسكرية في مياه البحر ضد مهربين يقومون بتسفير المهاجرين غير الشرعيين. لكن القمة لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن، الأم الذي فسره رئيس الوزراء الفنلندي ألكسندر ستوب بصعوبة حصول موافقة ليبيا على إجراء مثل هذه العملية.
في المقابل، قرر الاتحاد الأوروبي تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ضد شبكات المهربين من خلال قنوات الشرطة الأوروبية "الإنتربول".
في الوقت نفسه، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على استراتيجية تهدف إلى حماية اللاجئين وترحيل الذين لا تتوفر فيهم شروط اللجوء.
من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستطرح على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بقضي بتدمير السفن التابعة لمهربي المهاجرين غير الشرعيين.
وأفاد هولاند بأنه ينوي بحث مشروع القرار الفرنسي بهذا الشأن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أثناء لقائهما في العاصمة الأرمينية يريفان الجمعة 24 أبريل.
كما قال الرئيس الفرنسي إن بلاده قررت مضاعفة عدد خبرائها المشاركين في عمليات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحرس سواحله.
إلى ذلك اقترح هولاند اتخاذ إجراءات من شأنها مساعدة الدول الأوروبية في مراقبة حدودها، مضيفا أن هذه المسألة ستناقش بعد أسابيع خلال لقاء ممثلي كل من الاتحاد الأوروبي والدول الإفريقية.
الأممالمتحدة: على الاتحاد الأوروبي أن يعمل أكثر لمعالجة أزمة المهاجرين
وفي وقت سابق من أمس الخميس حثت الأممالمتحدة دول الاتحاد الأوروبي على بذل مزيد من الجهود لمعالجة أزمة المهاجرين غير الشرعيين الذين تتعرض حياتهم للخطر أثناء عبورهم مياه البحر المتوسط.
وطالب المسؤولون الدوليون في البيان دول الاتحاد بإعطاء الأولوية لحماية الحياة البشرية وكرامة الإنسان في تعاملها مع أزمة المهاجرين، مشيرين إلى أن الجهود في هذا المجال يجب أن تتجاوز "خطة البنود العشرة" التي اقترحها وزراء الخارجية والداخلية بالاتحاد في لقائهم الاثنين الماضي.
وحث البيان الرؤساء الأوروبيين على التعاون مع أوطان المهاجرين ودول الترانزيت "لمعالجة العوامل العديدة التي تدفع المهاجرين اليائسين إلى القيام برحلات خطيرة عبر البحر".
وحذر مسؤولو الأممالمتحدة من أن إجراءات التحكم في حركة الهجرة غير كافية لحل مشكلة الهجرة غير الشرعية، بل من شأنها أن تسفر عن مزيد من المخاطر والتجاوزات التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية، أمس الخميس 23، وصول 220 من المهاجرين غير الشرعيين إلى مرفأ كاتانيا في صقلية، في آخر دفعة من المهاجرين غير الشرعيين.
وقدرت الوزارة أن يصل عدد الوافدين أسبوعيا حوالي 5000 مهاجر، حتى نهاية سبتمبر القادم، وإذا ما صحت هذه الإحصائيات، فذلك يعني أن حوالي 200 ألف مهاجر سيحطون بالسواحل الإيطالية.
وأنقذت سفينة "دينارو" التابعة لخفر السواحل الإيطالي، صباح الخميس، 220 من المهاجرين غير الشرعيين بينهم ثلاث نساء، على بعد نحو 40 كلم قبالة السواحل الليبية، وأكدت الشرطة أن المهاجرين كانوا تائهين في عرض البحر على متن زورقين مطاطين.
وقال المسؤول المكلف بشؤون الهجرة في وزارة الداخلية ماريو موركوني، إن إيطاليا تتحمل حاليا عبء استقبال 81 ألف شخص بينهم 13 ألف قاصر دون مرافق، مشيرا إلى إمكانية توزيعهم على عدة من المناطق.