ما زال الوسط الصحفي يتداول باستنكار شديد حادثة الاعتداء الهمجي الشنيع الذي تعرض له الصحفي عبد الرحيم التوراني، قبيل أيام بأحد فنادق الدارالبيضاء، على يد أحد البلاطجة المهنيين الذين ابتلي بهم المشهد الإعلامي ببلادنا، من المنتسبين قسرا إلى الصحافة، والذي تسلق السلالم سريعا، في ظل اختلال المعايير والقيم، وفي غفلة من الزمن، فاعتقد أنه أصبح صحفيا نحريرا، بل من كبار أهل الصحافة. منذ اعتدائه الهمجي على الصحفي الزميل عبد الرحيم التوراني، التجأ المدعو المصطفى الفن إلى بيت أحد أصدقائه بأحد الأحياء بضواحي مدينة الدارالبيضاء، هاربا من مذكرة البحث التي صدرت بأمر استدعائه وامتثاله أمام المحققين، على إثر الشكاية التي قدمها الزميل التوراني لدى مصالح الأمن ضده. ويخشى الفن من إلقاء القبض عليه واعتقاله بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى عاهة، واستعمال السلاح الأبيض، وكذلك بتهمة إصداره لشيكات من دون رصيد، وتهم أخرى، منها الاختلاسات الموثقة ضده خلال فترة تسييره ليومية "صحيفة الناس"، الموقوفة حاليا عن الصدور. للإشارة فقد سبق لناشر يومية "المساء" السيد محمد العسلي ان اتهم المصطفى الفن باختلاس 600 مليون سنتيم قبل ان يتم الاستغناء عن خدماته بشكل مذل من ذات اليومية.
ومن ملجئه "السري" يقوم حاليا المصطفى الفن، المطرود من "صحيفة الناس"، بمساع حثيثة وباستعطافات دامعة، ذات اليمين وذات الشمال، كي يوقف المتابعة التي حركها ضده الزميل التوراني، وقد علمنا في هذا الصدد، أنه اتصل بوزيرة الصحة السابقة الاستقلالية ياسمينة بادو، كي ترد له دين مساندته الانتهازية لها، حينما كان مسؤولا عن "صحيفة الناس"، ويذكر أن الصحيفة المذكورة، ومن دون باقي المنابر الإعلامية، تميزت بالدفاع عن الوزيرة السابقة، فيما شملها من اتهامات "امتلاكها لشقة بباريس"، كما ساندها أيضا في الملف المعروف ب"اللقاحات الفاسدة" نافيا عنها كل اتهام بشكل مطلق.
وبالفعل قامت الوزيرة بادو- حسب ما بلغنا- بالتدخل لصالح المدعو الفن، لدى رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الله البقالي، رفيقها في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إذ أن بيان نقابة الصحافيين كان واضحا في مساندته المطلقة لأحد قيادييها، عضو المكتب التنفيذي للنقابة، الزميل عبد الرحيم التوراني، إذ جاء في البيان: " تعتبر النقابة أنه بالإضافة إلى الاعتداء على مسؤول فيها، فهو اعتداء عليها". كما أكد البيان أن النقابة "ستلجأ إلى كل الوسائل القانونية، وعلى مختلف المستويات، من أجل فتح تحقيق قضائي في هذه الحادثة الخطيرة وتطبيق القانون"..
هذا في الوقت الذي يستمر فيه المصطفى الفن في الهجوم على النقابة الوطنية للصحافة المغربية من على صفحته على الفيس بوك، إذ وصف النقابة ب"الطابور التابع للشكر وشباط"، قاذفا الشتائم والسباب في حق يونس امجاهد وعبد الله البقالي، وغير ذلك من التعليقات المماثلة، قبل أن يتم تنبيهه ويسارع إلى حذفها لاحقا.
كما دخل على الخط بعض معارف المدعو "الفن الهارب"، ممن سعوا إلى إيجاد حل ومخرج لهذه القضية، معتمدين على صداقاتهم وعلاقتهم بالمعتدى عليه عبد الرحيم التوراني. إلا أنه لحد كتابة هذه السطور لم تفلح هذه المساعي بشيء يذكر.
ويبدو أن القضية ستأخذ أبعادا ومسارا أكبر، بعد أن راسلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في شأن الاعتداء علىى أحد مسؤوليها، كلا من السيد المصطفى الرميد وزير العدل والحريات، والسيد بوشعيب أرميل مدير الأمن الوطني.