يعتبر السفير الأمريكي السابق بالرباط من أشد العارفين بالواقع المغربي، حيث عمل كثيرا في المغرب، قبل وأثناء توليه سفارة بلاده بالمغرب، ولهذا تعتبر وجهة نظره في موضوع مقاربة المغرب في محاربة التطرف ذات أهمية كبيرة، وهي رسالة موجهة للباحثين والخبراء وللأجهزة الأمنية العالمية قصد الاستفادة من التجربة، والديبلوماسي الأمريكي معروف بدقة كلامه وتصوراته. وقد أكد في تصريح صحفي أن المغرب تميز في إطار محاربة التطرف العنيف ب"مقاربته الشاملة التي أثبتت جدارتها"، والتي ترتكز على الإصلاحات التي تم الانخراط فيها، على جميع الأصعدة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار غابريال، بمناسبة انعقاد قمة البيت الأبيض حول التطرف العنيف بواشنطن بين 18 و20 فبراير الجاري، إلى أن هذه المقاربة "تستمد فعاليتها ونجاعتها من دينامية الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وفي مجال حقوق الإنسان".
وأبرز الدبلوماسي الأمريكي الأسبق أهمية البرامج التي انخرطت فيها المملكة بهدف تشجيع الاسلام المعتدل الذي يقوم على قيم الوسطية والانفتاح، موضحا أن هذه السياسة جعلت من المغرب "مرجعا" لا محيد عنه بالقارة الإفريقية.
وأوضح في هذا الصدد أن عددا من البلدان تسعى إلى استلهام النموذج المغربي وتنشد الحصول على الخبرة والتجربة المغربيتين في هذا المجال، خاصة ما يتعلق بتكوين الأئمة. وأشاد السيد غابريال ب"الدور الريادي" الذي يضطلع به المغرب في مجال محاربة الإرهاب العابر للحدود في إطار تعاون "متين واستراتيجي" مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وفي هذا السياق، أشار إلى التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، والمتميز بعدد من المبادرات الرامية إلى مكافحة الإرهاب بمنطقة المغرب العربي والساحل.
وتهدف قمة البيت الأبيض حول التطرف العنيف إلى إلقاء الضوء على الجهود المبذولة من طرف الولاياتالمتحدة والمجموعة الدولية من أجل منع المتطرفين العنيفين والمتعاطفين معهم من الغلو في التطرف، وتجنيد وتحريض الأشخاص والجماعات بالولاياتالمتحدة والعالم لارتكاب أعمال عنف.
وما زالت التجربة المغربية تستأثر باهتمام الباحثين ومراكز الأبحاث والدبلوماسيين والأجهزة الأمنية، وقد قام مجلس الأمن باستدعاء مسؤولين مغاربة لبسط التجربة المغربية في مكافحة التطرف والإرهاب أمام العالم، دون أن ننسى توشيح المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من قبل إسبانيا وفرنسا اعترافا بجهود المغرب في مجال مكافحة الإرهاب.
وتعتمد التجربة المغربية على المقاربة الأمنية المتميزة والإصلاح الديني والتنمية البشرية في تكامل تام.