أصيب زكريا المومني، البوكسور السابق، بسعار حاد يُعرف لدى الكلاب الضالة، التي تتنكر لصاحبها رغم أن هذه الحيوانات معروفة بوفائها، وأول من يبدأ به الكلب المسعور هم أهل الدار، وهذا شأن زكريا المومني، الذي احتضنه المغرب، وهو يعرف جيدا كيف تم الاهتمام والعناية به أيام كان محترفا، وكم من امتيازات حصل عليها عندما أنهى مشواره، لكن الجشع جعل أنيابه تخرج في محاولة لعض أصحاب الدار. في باريس عاصمة الأنوار والحريات والحقوق والواجبات، مارس زكريا المومني أقسى أنواع الهمجية، حيث اقتحم قاعة كان يجتمع فيها رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان ادريس اليزمي، مع مغاربة فرنسا، وكان المومني مرفوقا بمجموعة من الصعاليك والمتواطئين وخدام المخابرات الجزائرية، حتى يظهر أن القاعة تسانده. هذا ما يظهر من شريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
أخذ الكلمة مثله مثل غيره، لكن لم يناقش موضوع اللقاء وشرع في سرد حكايته البئيسة، التي يدعي فيها أنه تعرض للتعذيب على يد المخابرات، ورغم أنه خرج عن الموضوع لم يتم توقيفه إلا بعد أن تجاوز الوقت المخصص للمتدخلين، مع ضجيج أحدثته عصابة المأجورين لهذا الغرض. لكن مغاربة فرنسا ومنهم معارضون رفضوا مثل هاته التفاهات، حيث لا يمكن للخلاف حول تدبير الشأن العام أن يسمح لصاحبه بالارتماء في أحضان أعداء الوطن والانتهازيين وأصحاب المصالح الشخصية وزعماء ثورة الكمون.
لو كان المومني على حق لوجد من داخل القاعة وليس من عصابة المأجورين من يسانده، ولكن الظلم هو أن يحصل بوكسور على مأذونيتي نقل ويطمع في المزيد، ولما ترفض الدولة الخضوع لابتزازه يتحول إلى معارض سياسي ومعتقل سياسي سابق. يا لتفاهة الزمن الذي يصبح فيه النصاب والمحتال معارضا سياسيا.
وخلال الدقيقتين، اللتين خصمهما من لقاء مخصص للاستماع لمغاربة فرنسا، أعاد المومني حكاية مطاردته من قبل المخابرات واعتقاله والعفو عنه، ناسيا أن العفو صدر لاعتبارات لا علاقة لها بوضعه كسجين، ولكن بوضعه كملاكم سابق، أما السجن فهو يستحقه لأنه نصب على مواطنين مغاربة وسلبهم مبالغ مالية مقابل وعد وهمي بحصولهم على عقود عمل بالخارج.
فالذي ينصب على المواطنين هو معتقل حق عام كيفما كان نوعه، حتى لو كان المعارض الأول للنظام، والمعتقل السياسي هو الذي يدخل السجن من أجل آرائه، ولا نعرف للمومني آراء إلا الخيانة لوطنه فقط.
خلال الدقيقتين، اللتين خصمهما من لقاء مخصص للاستماع لمغاربة فرنسا، أعاد المومني حكاية مطاردته من قبل المخابرات واعتقاله والعفو عنه، ناسيا أن العفو صدر لاعتبارات لا علاقة لها بوضعه كسجين