كان عهدنا أن ليلة القدر تقع بالعشر الأواخر من رمضان المبارك. وفي المغرب يحييها الناس ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل. لكن يبدو أن السيد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة الملتحية، لا يكف عن اتحافنا بمفاجآته الغريبة، فقد أخبرنا أن ليلة الإضراب العام، المقرر خوضه الأربعاء 29 أكتوبر الحالي، ستكون ليلة قدر من نوع جديد.. تقول أبواق زعيم البيجدي أن "ابن كيران “يبشر” المغاربة بمفاجأة سارة ليلة 29 أكتوبر"، وكأنه بهلوان أو ساحر في سيرك يخدع الجمهور بإخراج الطيور والأرانب من قبعته الطويلة.
فما هي يا ترى هذه المفاجأة السارة؟
- هل سيعلن عن التراجع في الزيادات المتتالية لأسعار المواد الغذائية وفاتورات الماء والكهرباء؟
- هل سيعلن عن التراجع عن ما يسمى بإصلاحات صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد؟
- هل سيعلن عن توقيف المرتشين ولصوص المال العام والفاسدين وتقديمهم لمحاكمات عادلة؟
هل وهل.. ولا تنتهي الهلهلة والهايلالة..
لا يدري بنكيران أن أجمل مفاجأة للناس في هذا البلد الأمين، هي أن يعتذر لهم عن أخطائه التي راكمها منذ توليه منصب رئاسة الحكومة، وأن يطلب منهم السماح والعفو. والأجمل من كل ذلك أن يتحلى ببعض الشجاعة ويعلن فشله الذريع في القيام بمهمة أكبر من جلبابه، خصوصا وهو يرى قلاع الرمال التي شيدتها الحركات الإسلامية في أكثر من بلد عربي تنهار، ولن تكون تونس آخر المشوار.
قديما قال المغاربة "إذا شفت اللحى تحلق.. فرطب لحيتك"
رطب وزد من الترطيب من زغب لحيتك يا أبا أسامة، فبعد مرسي والغنوشي الدور قادم.