أعطى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار والوزير المنتدب المكلف بالتكوين المهني عبد العظيم كروج، امس الخميس بالرباط، الانطلاقة الرسمية للبكالوريا المهنية. وحسب وثيقة للوزارة، يهدف إحداث البكالوريا المهنية إلى تنويع العرض المدرسي للتكوين المهني وخلق مسار مهني إلى جانب مسار التعليم العام والتعليم التقني، وتقوية الجسور بين النظامين التربوي والمهني من جهة وسوق الشغل من جهة أخرى، فضلا عن تقوية فرص الإدماج المهني للشباب في النسيج الاقتصادي . كما تتيح البكالوريا المهنية إمكانية متابعة الدراسة بالتعليم الجامعي.
ويشمل مشروع البكالوريا المهنية الجذع المشترك المهني الذي يضم أربعة تخصصات هي الصيانة الصناعية والصناعة الميكانيكية وصناعة الطائرات وتدبير ضيعة فلاحية.
وتعتمد الهندسة البيداغوجية لهذه البكالوريا على ثلاثة مكونات تتعلق بتعليم عام يتابعه التلاميذ في الفصول الدراسية ودروس وأشغال تطبيقية يتم إنجازها في مراكز التكوين المهني، وتداريب مهنية يستفيد منها التلاميذ داخل المقاولات.
وأكد كروج، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المشروع الذي يعد من المشاريع المهيكلة لمنظومة التربية والتكوين، سيساهم لا محالة في تحقيق التكامل والانسجام بين منظومتي التربية الوطنية والتكوين المهني، كما سيفتح آفاقا جديدة أمام الشباب المغربي إن على مستوى التكوين أو على مستوى تيسير سبل الاندماج في الحياة العملية، وتمديد مدة تمدرس الشباب وإتاحة المزيد من الفرص لهم لمتابعة تعليمهم وتكوينهم العالي، وفي نفس الوقت تعزيز فرص وحظوظ اندماجهم في الحياة العملية.
الباكلوريا المهنية سيتم تحضيرها في مدة ثلاث سنوات على غرار البكالوريا العامة
وأوضح أن هذه البكالوريا، التي سيتم تحضيرها في مدة ثلاث سنوات على غرار البكالوريا العامة، ترتكز على نظام توجيه مهني فعال ابتداء من السنة الثالثة إعدادي سيمكن الشباب من الاختيار بين تعليم عام أو تكنولوجي أو تكوين مهني أو تعليم مهني يتوج بالحصول على بكالوريا مهنية، مبرزا أن هذه البكالوريا تتميز بالمشاركة الفعلية للمهنيين في إعداد البرامج والتصديق على مكتسبات الشباب، مما سيضفي عليها طابع المهنية أكثر، كما تتميز بالتوظيف الأمثل للمؤسسات التعليمية ومؤسسات التكوين المهني وفق رؤية تكاملية قائمة على استحضار البعد الترابي والتقريب بين هذه المؤسسات.
وأشار كروج إلى أن هذه البكالوريا ستنطلق مع بداية الموسم الدراسي 2014 - 2015 في شعب ذات قيمة مضافة عالية على مستوى خلق فرص الشغل تهم قطاعي السيارات والطائرات اللذين ينتميان للمهن العالمية للمغرب، إضافة إلى قطاع الفلاحة الذي يوفر فرصا حقيقية للشغل في إطار مخطط المغرب الأخضر، مضيفا أنه سيسهر على تنظيم هذه البكالوريا المهنية وإرسائها شبكات تضم ثانوية ومعهدا للتكوين المهني والمهنيين.
وقال إن هذا المشروع سيرى النور بأربع جهات بالمملكة هي جهة طنجة تطوان، وجهة الرباط سلا زمور زعير، وجهة الغرب الشراردة بني حسن، وجهة الدارالبيضاء الكبرى في أفق تعميمه بشكل تدريجي ابتداء من الدخول المدرسي الموالي في شعب أخرى ذات قيمة مضافة عالية، سيتم انتقاؤها بتشاور مع المهنيين.
الباكلوريا المهنية تندرج في إطار النظرة الشمولية لإصلاح المنظومة التربوية
ومن جانبه، اعتبر بلمختار أن هذه المبادرة، التي تندرج في إطار النظرة الشمولية لإصلاح المنظومة التربوية، ستتيح اندماجا حقيقيا للشباب في سوق الشغل، خاصة وأن القطاعات المنخرطة في تفعيلها هي من القطاعات الواعدة في المغرب، مشيرا إلى أن من شأن انخراط المقاولات في هذه المبادرة أن يخفض كلفة التكوين ويرفع من مستوى الأجور.
من جهته، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش أن ضمان نجاح وتنفيذ أهداف مخطط المغرب الأخضر يستوجب توفير الموارد البشرية والكفاءات ذات المؤهلات التقنية العالية لرفع التحديات المطروحة.
وأوضح الوزير أن منظومة التكوين المهني الفلاحي تتكون حاليا من 52 مؤسسة على الصعيد الوطني تتوزع ما بين 14 معهدا تقنيا فلاحيا متخصصا و12 معهدا تقنيا فلاحيا و26 مركزا للتأهيل الفلاحي، وتكون سنويا حوالي 10 آلاف تقني متخصص وتقني وعامل مؤهل ومتدرج، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات تسهر على إنجاز برنامج التكوين بالتدرج المهني الذي يتوجه بالأساس إلى الشباب القروي المنقطع عن الدراسة ويستهدف أبناء وبنات الفلاحين الراغبين في خلافة آبائهم في تسيير الضيعات الفلاحية.
وأشار أخنوش أيضا إلى أن هذه المنظومة تضم ثماني ثانويات فلاحية تسهر على تكوين التلاميذ لنيل شهادة البكالوريا في العلوم الزراعية، مضيفا في هذا الإطار أنه تم تكوين أزيد من 120 ألف متخرج ومتخرجة منذ إنشاء المنظومة في مجالات تتعلق بالقطاع الفلاحي، بما فيها الإنتاج النباتي والحيواني والمكننة الفلاحية والسقي وتسيير المقاولات وغيرها.
أما وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي فركز على ضرورة تنويع العرض في مجال التكوين وتجاوز تعليم المعرفة والانتقال إلى التكنولوجيا حتى تساير الجامعة التطور الذي يعرفه المغرب، مشددا على أهمية التنسيق بين المعاهد والمدارس العليا لتفادي تخريج طلبة لهم نفس التخصصات.
الباكلوريا المهنية ستوفير حظوظ أكبر لاندماج خريجي التكوين المهني في سوق الشغل
وبدورها، أبرزت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون أهمية هذه المبادرة في توفير حظوظ أكبر لاندماج خريجي التكوين المهني في سوق الشغل، مؤكدة أن البنية التحتية للمقاولة تعتمد بالأساس على العنصر البشري.
وأكدت أن الاتحاد سيواصل القيام بدوره كشريك في التنمية والاستثمار وخلق فرص الشغل للاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن نسبة البكالوريا المهنية في الدول التي تعمل بهذا النظام تمثل 30 في المئة، وأن نسبة الحصول على فرص شغل بالنسبة لحاملي هذه البكالوريا تمثل 35 في المئة.
وتميز هذا اللقاء بالتوقيع على ست اتفاقيات شراكة، أولها اتفاقية إطار للتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب تتوخى مواكبة إرساء البكالوريا المهنية، إضافة إلى خمس اتفاقيات تهدف إلى إحداث شبكات تجمع بين بعض الثانويات التأهيلية التي ستحدث بها هذه البكالوريا، وبعض الثانويات الفلاحية إلى جانب الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية والجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات ومعهد التكوين في مهن صناعة السيارات بكل من الدارالبيضاء والقنيطرة وطنجة – المتوسط.