اختار الموقع الدولي "يا بلادي" موقع جريدة تليكسبريس ضمن المواقع التي حازت على المصداقية لسنة 2011 وتميزت بالمهنية وتتبع الأحداث أول بأول. وجاء في مقال لموقع "يا بلادي" أنه بعد انتشار الصحف المجانية، بلغت الصحف الإلكترونية في المغرب قمة مجدها، إذ يكفيك التأمل في عدد المواقع الإخبارية التي تم إحداثها عبر الشبكة العنكبوتية خلال سنة 2011 لكي تتأكد من هذا المعطى، وتبقى أهم المواقع تليكسبريس، كود، دومان أنلاين، لكم، لباس دون أن ننسى مواقع أخرى أحدثت قبل سنة 2011 كموقع هيسبريس، من بين المنابر الإعلامية الإلكترونية التي أحدثت طفرة مميزة لدى المتصفحين المغاربة.
و تتميز هذه المواقع بالسبق الصحفي و في نشر المعلومة ونشر الصور ومقاطع الفيديو المعززة للمواضيع التي يتم نشرها.
كل هذه العوامل تجعل من المواقع الإلكترونية الوجهة المفضلة للهروب من لوبيات التوزيع التي تحتكر السوق وتكلف الصحف "المطبوعة" ثمنا باهظا، كما تسمح للمواطن بالمساهمة في صناعة المعلومة عن طريق التعليق على الخبر.
وفي هذا الصدد سبق لعلي مبارك، مدير الموقع الإخباري "تيليكسبريس" أن شرح أسباب إحداث هذا الموقع: " لقد فكرنا كثيرا قبل إطلاق هذا الموقع، و السبب الرئيسي في ذلك هو كون الصحف المطبوعة مليئة بالمشاكل والعراقيل، إذ لا يمكنك أن تحدث جريدة مستقلة، مثلا، دون المرور عبر شركات التوزيع التي تحتكر السوق، ففي المغرب لا يوجد سوى شركتين تستحوذان على السوق ( سابريس و سوشبريس).
ولا يطرح المشكل عندما يتعلق الأمر بجريدة كبيرة تنشر العديد من النسخ، لأن الشركة الموزعة تأخذ نسبة 40 في المائة من المبيعات، لكن إذا كنت مجرد جريدة صغيرة لا يتجاوز عدد نسخها 10 آلاف نسخة، فأنت تعتبر جريدة غير مربحة بالنسبة لهم". دائما حسب موقع يا بلادي.
ويضيف مدير موقع "تليكسبريس" في حوار مع صحافية "يا بلادي" بعد أن تم إحداثه في شهر ماي المنصرم، يشغل الموقع الإخباري تليكسبريس، اليوم، خمسة صحفيين مستقلين كما يستعين بخدمات الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام المغربية الأخرى و مراسلين لتغطية الأخبار في باقي ربوع المملكة و في الخارج.
ويضيف علي مبارك قائلا: " نحن لا نتوفر على بطائق صحافية، لأنه لا يوجد لحد الآن أي قانون منظم لوضعية الجرائد الإلكترونية، لكنه سيظهر عما قريب، لأن هناك قانون يتم إعداده في البرلمان، و لا يحق لنا الآن سوى الحصول على البطاقة المهنية كممارسين مستقلين.
وسواء كان الصحافيون مستقلون أو لم يكونوا، يجب أن يحصلوا على ثمن معين مقابل ما يقومون به، حيث يؤكد علي مبارك على أنه يدفع مستحقات الصحفيين الذين يعملون معه و يقوم بتسجيلهم في صندوق الضمان الاجتماعي، الشيء الذي لا تفعله العديد من الصحف المطبوعة.
و في رد عن سؤال يطرح نفسه، كيف يمكن لجريدة إلكترونية أن تستمر في الوجود و من يمولها ؟
قال علي مبارك :" عندما أحدثنا هذا الموقع لم يكن هدفنا جني الأرباح، لكن مع توالي الأسابيع، قامت العديد من الوكالات المتخصصة في الإشهار الإلكتروني بالتقرب منا من أجل نشر إعلاناتها عبر موقعنا، واليوم أصبحنا نسجل أزيد من 300 ألف نقرة على الإعلانات كل يوم.
و في حقيقة الأمر، فهذا الموقع الإخباري وراءه، بطبيعة الحال، وكالة تعمل في مجال التواصل، قامت بإطلاقه وتمويله وفي المقابل فهي تجني أرباحا مهمة.
إن من بين المساوئ الكبرى لموقع إخباري معين هي كونه قابل لأن يكون عرضة للقرصنة.
" لقد تعرض موقعنا للقرصنة في شهر يونيو الماضي بعد نشر صور لنادية ياسين حيث كانت تظهر فيها رفقة رجل مجهول، وكما تعلمون فنادية ياسين ليست نبيا" يضيف علي،. فهذه الصور قد تم نشرها، في حقيقة الأمر، عبر موقع إخباري آخر، لكن سرعان ما تداولتها مواقع أخرى.
ويضيف وهو يبتسم:" وبعد نشر الصور، مباشرة، تلقينا تهديدا من الإسلاميين الذين طلبوا منا إزالة تلك الصور أو أنهم سيخترقون الموقع في أقل من 24 ساعة، وبالفعل فعلوا ذلك".
لقد استحسنت النقابة الوطنية للصحافة هذا الكم الهائل من المواقع الإخبارية التي عرفت النور لتعزز الساحة الإعلامية في المغرب.
ويقول يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة، موضحا أن انتشار هذا النوع من المواقع ما هو إلا مواكبة المغرب للتوجه الجديد الذي تعرفه الساحة الإعلامية العالمية، وقال : " إن هذا أمر طبيعي، فهو جزء من حرية التعبير".
ويؤكد على أنه مع ذلك، فإن الصحافة المطبوعة أو الورقية في المغرب ليست في خطر بالرغم من كل هذا، لأننا لم نصل بعد إلى المستوى الذي ستشكل فيه هذه المواقع الإخبارية خطرا على الجرائد التقليدية."
ويضيف بأن الطريق ليس معبدا أمام هذه المنابر الإلكترونية، و يطرح ثلاث نقاط مختلفة، إذ أن الشيء الأول الذي يضايقه هو خرق حقوق التأليف والنشر في بعض المقالات المنشورة في بعض هذه المواقع الإخبارية، و يستنكر قائلا: " إن العديد من هذه المواقع تنسخ الصور و مقاطع الفيديو أو تنسب لنفسها مقالات دون أن تبالي بمؤلفيها، وهذا أمر خطير جدا!".
والأمر الثاني الذي يحيره هو انعدام الاحترافية وعدم احترام أخلاقيات المهنة، ففي نظره، إذا لم يحترس الصحافيون فسرعان ما سيقعون ضحية " الميركنتيلية و التهافت "، وهذا سيؤدي فيما بعد إلى نشر الطراهات و الشتائم من طرف الصحافيين أنفسهم و لكن كذلك عن طريق التعاليق التي تنشر عبر هذه المواقع من دون أية مراقبة.
ويشير إلى أن الصحافة الإلكترونية معنية كذلك بالقانون المنظم لمهنة الصحافة، إلا أن الشيء الذي يستنكره مجاهد بشدة هو أن بعض هذه المواقع لا يمكن اعتبارها "شركات" لأنها لا تحترم دائما قانون الشغل.
ويختم قائلا: " فهذه المواقع ان المواقع الإخبارية هي عبارة عن أوراش مفتوحة وواعدة، لكن ما يجب فعله هو وضع إستراتيجية واضحة المعالم تبدأ بالتكوين المستمر للصحافيين و الإسثتمار في الموارد البشرية التي تبقى الركيزة الأساسية. عن موقع بلادي بتصرف