تعد مصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار رقم 2152 القاضي بتمديد مهمة بعثة المينورسو لسنة أخرى تتويجا للتحرك الحاسم لجلالة الملك محمد السادس، كما تشكل ضربة موجعة للذين يحاولون عبثا تحريف مهمة هذه البعثة الأممية. وعلم في أروقة الأممالمتحدة أنه "بفضل مثابرة وحزم" الدبلوماسية المغربية، التي عرفت كيف "تقنع بوجاهة الموقف العادل والمشروع للمملكة، ما زال المسلسل السياسي يسير على طريقه الصحيح". و"لم تتم الإشارة إلى أية آلية حول حقوق الإنسان" في هذا القرار الذي تمت المصادقة عليه بإجماع الأعضاء ال15 لمجلس الأمن، دون إغفال ذكر "التنبيه الملكي الحازم" غداة نشر تقرير الأممالمتحدة حول الصحراء المغربية. وكان جلالة الملك أثار انتباه الأمين العام إلى ضرورة المحافظة على معايير التفاوض كما تم تحديدها من طرف مجلس الأمن، والحفاظ على الإطار والآليات الحالية لانخراط منظمة الأممالمتحدة، وتجنب المقاربات المنحازة، والخيارات المحفوفة بالمخاطر". وقد عملت الرباط منذ البداية في إطار تعاون بناء مع السهر على التصدي لأية محاولة تشكل ابتعادا عن المسار الذي رسمته الأممالمتحدة باتفاق مع الأطراف بغرض إيجاد حل سلمي وعادل ودائم للنزاع حول الصحراء". وقام المغرب بمجموعة من المبادرات في مجال حقوق الإنسان، وهي مبادرات لقيت اعترافا وإشادة، سواء في التقرير الأخير للأمين العام بان كي مون الموجه إلى الأعضاء ال15 بمجلس الأمن، أو من طرف مجلس الأمن ذاته في هذا القرار الأخير.
وبالفعل، أقر مجلس الامن التابع للأمم المتحدة وأشاد ب "التدابير الأخيرة والمبادرات التي اتخذها المغرب لتعزيز اللجن الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالداخلة والعيون". بل أشاد أيضا ب "تفاعل المملكة مع المساطر الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".
ومن خلال التصويت على القرار، يكون مجلس الأمن، المكون من الأعضاء الخمسة الدائمين (الصين، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا) ومن العشرة غير الدائمين (الأرجنتين، أستراليا، الشيلي، الأردن، ليتوانيا، لوكسمبورغ، نيجيريا، جمهورية كوريا، رواندا، التشاد)، قد أعطى "إشارة قوية على الوحدة"، تجسد اعترافا بجهود وحسن نية المغرب في مسيرته الحازمة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية ومقبولة من لدى أطراف النزاع.
ويرى العديد من المراقبين أن هذا القرار يشكل أيضا "رفضا" و"إعادة ضبط" لكل محاولة ترمي إلى تحريف بعثة المينورسو التي تتمثل مهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار.
وجدد سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، عشية المصادقة على القرار، على أنه "على قدر تمسكنا بهذا المسلسل الرامي إلى إيجاد حل سياسي، دائم ومقبول من أطراف هذا النزاع الإقليمي، سنعارض، بقوة وحزم، كل المحاولات الرامية إلى استغلال قضية حقوق الإنسان بهدف المس بالوحدة الترابية للمملكة".