أكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، الذي يزور واشنطن حاليا، أن المحاورين الأمريكيين للمغرب أقروا بحجم العمل الجبار الذي يقوم به المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في إطار الدينامية التي تشهدها المملكة في مجال حقوق الإنسان، خصوصا بالأقاليم الجنوبية. وقال اليزمي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "محاورينا الأمريكيين أقروا اليوم بحجم العمل الجبار الذي يقوم به المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في إطار الدينامية التي أطلقها المغرب في مجال حقوق الإنسان، خصوصا بالأقاليم الجنوبية".
وأشار اليزمي، في هذا الإطار، إلى إصلاح القضاء العسكري وإخراج الأشخاص المدنيين من اختصاصه، وقرار الحكومة التفاعل الفوري والناجع مع الشكايات الفردية المحالة عليها من قبل اللجن الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إضافة إلى القوانين الرامية إلى حماية حقوق الإنسان المصادق عليها من قبل البرلمان خلال الدورة التشريعية الحالية.
وبالنسبة لليزمي، فإن هذا يؤكد، كما أشار إلى ذلك في مرات عديدة الكثير من المسؤولين الأمريكيين، "الدينامية" التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة في مجال حقوق الإنسان. وأشار في هذا الصدد إلى العمل الذي قامت به اللجن الجهوية الثلاث للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالصحراء خلال السنة المنصرمة، مشددا على أن عمل هذه اللجن اتسع ليشمل حقوقا أخرى، عوض الاقتصار على الحقوق المدنية والسياسية.
وأبرز المكتسبات التي تم تحقيقها في مجال النهوض بالحقوق الثقافية بالأقاليم الجنوبية، من خلال إطلاق مشروع بناء متحف الصحراء بالداخلة، والجهود المبذولة في مجال حماية المواقع الأثرية الصخرية، والمنتدى الذي احتضنته كلميم حول المحافظة على هذا التراث.
وفي هذا السياق، سجل اليزمي أن لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين تطرقت أيضا إلى مخطط العمل السنوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والإصلاحات الرئيسية الجاري تنفيذها على الصعيد الوطني، والمصادقة على مشروع قانون حول إصلاح القضاء العسكري، والذي يشكل "خطوة هامة إلى الأمام في مسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب".
وذكر بالعمل الذي قام به مركز الدراسات والأبحاث الصحراوية الذي أحدث بمبادرة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والذي ينظم مقره بالرباط ندوات شهرية. وأبرز أن المركز يعمل على تقديم دعم أكبر للأبحاث في هذا المجال، كما أطلق ماستر للدراسات الصحراوية يوجد في سنته الثانية.
وبهذه المناسبة، أكد أنه تطرق مع محاوريه الأمريكيين للسياسة الجديدة التي أطلقها المغرب في مجال الهجرة وحق اللجوء، وإصلاح القضاء والنصوص التشريعية المتعلقة بقضية المساواة بين الرجل والمرأة، ومحاربة العنف ضد النساء، ومشروع القانون حول العمل المنزلي.
على صعيد آخر، أبرز السيد اليزمي أن المجلس ولجانه أنجزوا دراسة حول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالأقاليم الجنوبية، وهي مبادرة فريدة من نوعها.
من جهة أخرى، أكد أن المحاورين الأمريكيين أعربوا عن تقديرهم "للدينامية الفريدة" للسياسة المتبصرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة إفريقيا.
وأشار، من جانب آخر، إلى أن المملكة ستستقبل في نونبر المقبل المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان، بعد الدورة الأولى التي انعقدت في البرازيل في دجنبر 2013، معتبرا أن هذا الحدث يمثل "مناسبة إضافية للسير قدما في تعزيز الشراكة المغربية الامريكية".
واستقبل رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء بالبيت الأبيض وبوزارة الخارجية الأمريكية، كما عقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين ب(هيومان رايتس ووتش) و(فريدم هاوس).
وكان السيد اليزمي قد شارك أول أمس الاثنين في مائدة مستديرة بمقر (سانتر فور ستراتيجيك آند إنترناشيونال ستاديز) حول موضوع (آفاق حقوق الإنسان بالمغرب).