ساءلت منظمتان غير حكوميتين دوليتين، اليوم الثلاثاء بجنيف، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول مأساة الساكنة المحتجزة منذ عقود بمخيمات تندوف بالجنوب الجزائري. ويتعلق الأمر بمنظمة العمل الدولي من أجل السلام والتنمية في منطقة البحيرات الكبرى والمنظمة من أجل الاتصال في إفريقيا وتشجيع التعاون الاقتصادي الدولي اللتين تحدث ممثلاهما خلال الجلسة العامة لمجلس حقوق الإنسان.
وأعربت أمينة لغزال، متحدثة باسم المنظمة من أجل الاتصال في إفريقيا وتشجيع التعاون الاقتصادي الدولي، عن الأسف لأن "على الرغم من المجهود الذي تبذله الهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة في مخيمات تندوف، خاصة المفوضية السامية للاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، فإن الساكنة الصحراوية تواصل العيش في ظروف مزرية".
وأشارت إلى أن سوء التغذية والأوبئة تجعل هذه الساكنة أكثر هشاشة، خاصة النساء والأطفال والأشخاص المسنين والمعاقين. وذكرت المنظمة غير الحكومية بأن مخيمات تندوف تسجل أعلى معدلات الإصابة بفقر الدم وسوء التغذية، وهو الوضع الذي يتفاقم بفعل نقص الخدمات والحد الأدنى للسلامة الصحية وكذا العلاجات الصحية والماء الصالح للشرب. وفي المقابل، ما فتئت الأقاليم الصحراوية بالمغرب تواصل تحسين جودة خدماتها الصحية والتجهيزات الأساسية لفائدة الساكنة، تقول السيدة لغزال التي تسجل المعدل المرتفع لولوج الأسر إلى التجهيزات الصحية والاستشفائية في المنطقة.
من جهته، لفت المناضل الحقوقي، محمد خايا، انتباه مجلس حقوق الإنسان إلى "الظروف غير الإنسانية والمهينة التي يعيش فيها إخواننا وأخواتنا في مخيمات تندوف التي يسيرها البوليساريو". وأكد خايا في كلمة باسم منظمة العمل الدولي من أجل السلام والتنمية في منطقة البحيرات الكبرى "أنا شخصيا أنتمي إلى الأغلبية الصامتة للصحراويين الذين يرفضون الانفصالية التي تدعو إليها أقلية يتم تأطيرها وإيواؤها ودعمها من قبل الجزائر".
وفي هذا السياق، أشار إلى انخراط غالبية سكان الأقاليم الجنوبية في دينامية التنمية القائمة، التي هي "ثمرة المجهود الذي بذله المغرب منذ سنة 1975 على شكل استثمارات متعددة القطاعات التي غيرت وجه الصحراء". وأوضح أن المنطقة توجد اليوم على طريق التنمية من خلال تزويدها بالبنيات التحتية الطرقية والموانئ والمطارات والسكن والمستشفيات والمدارس، فضلا عن التزود بالماء الصالح للشرب والكهرباء.
ووجهت منظمة العمل الدولي من أجل السلام والتنمية في منطقة البحيرات الكبرى، بالمناسبة، نداء إلى مجلس حقوق الإنسان، للضغط على "البوليساريو" والجزائر لحثهما على الانخراط بشكل جدي من أجل تسوية واقعية لنزاع الصحراء، من شأنه وضع حد للمأساة الإنسانية لساكنة تندوف.