توجت الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة المغربية القطرية أشغالها، اليوم الثلاثاء بالرباط، بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم تهم عدة مجالات، إضافة إلى التوقيع على محضر هذه الدورة التي ترأس أشغالها عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري . ويتعلق الأمر باتفاقية تعاون في المجال الأمني، واتفاقية في مجال النقل الجوي، واتفاق تعاون وتبادل إخباري مشترك بين وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء القطرية ، إضافة إلى مذكرات تفاهم تتعلق، أساسا ، بالاعتراف المتبادل بالشهادات وفقا للاتفاقية الدولية لمستويات التدريب والتأهيل للعاملين بالبحر، وبالتنمية الاجتماعية ، والبرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون في مجال الشباب لسنوات 2014 و 2015 و2016 ، إضافة إلى محضر الدورة الخامسة .
وأكدت الكلمات التي ألقيت بالمناسبة أن هذه الاتفاقيات تروم إعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي في المجالات الحيوية التي تشملها، وذلك بغرض تعزيزه لكي يرقى إلى مستوى العلاقات الممتازة التي تجمع البلدين والشعبين، مع الإشارة إلى أنه تم وضع آليات لتنفيذ مضامين هذه الاتفاقيات . ومن بين الاتفاقيات الموقعة اتفاقية تهم التعاون في المجال الإعلامي بين وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأنباء القطرية.
وتنص الاتفاقية، التي وقعها المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي الإدريسي ومدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية القطرية سعد المهندي، في جانب منها ، على تبادل النشرات الإخبارية يوميا باللغتين العربية والإنجليزية بشكل مجاني، وتبادل الصور الفوتوغرافية حسب الإمكانيات الفنية لكل وكالة ، وتنظيم برامج تبادل زيارات سنوية لفائدة صحافيين أو موظفين اثنين من كلا الطرفين، لمدة أسبوع أو عشرة أيام ، علاوة على منح الوكالتين الأسبقية، في استقاء المعلومات المتعلقة بالأحداث التي تقع في المغرب أو في قطر، للأخبار التي تبثها الوكالتان في هذا الشأن.
وأبرز ابن كيران، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة انعقدت وسط تصميم مشترك من جانب حكومتي البلدين على ترجمة إرادة قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، وعزمهما الأكيد على دعم التعاون الثنائي ليبلغ أعلى الدرجات المنشودة.
وبعد أن سجل أن التبادل التجاري البيني "يظل منحصرا في مستوى لا ينسجم مع جودة علاقاتنا السياسية والأخوية "، ولا مع القدرات الهائلة المتوفرة والخبرات المتراكمة لدى البلدين في كثير من المجالات ، قال رئيس الحكومة "نسجل باعتزاز ما قطعه التعاون من أشواط إيجابية إلى يومنا هذا ، بفضل إسهامات العديد من القطاعات النشيطة بالبلدين ، كالثقافة والعدل والتشغيل والسياحة والصناعة التقليدية".
وفي سياق متصل، قال ابن كيران إن مجلس الأعمال المشترك، المدرك لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، سيضاعف من جهوده ويقوم بالدور المنوط به لتفعيل التعاون الثنائي وتنشيطه.
وأكد أن الآفاق المستقبلية "تظل حبلى بالكثير مما يمكن إضافته وإنجازه" ، خاصة في مجالات التجهيز والبنية التحتية والطاقة والمعادن والتكنولوجيات الحديثة والتعليم العالي ، وقطاع التشغيل واليد العاملة.
ومن جهته، قال الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني إن علاقات التعاون الثنائية بين المغرب وقطر ستتعزز وتتقوى بفضل الاتفاقيات الجديدة الموقعة التي تم وضع آلية لتنفيذ مضامينها في أقرب وقت ممكن .
وبعد أن ذكر رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري بالجذور التاريخية للعلاقات المغربية القطرية، أكد أن المغرب وقطر يتطلعان إلى الدفع بتعاونهما الثنائي إلى أبعد الحدود في مختلف المجالات .
وأبرز أن المغرب وقطر تجمعهما علاقات أخوة مطبوعة بالتضامن الأخوي الذي أعطته زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقطر في أكتوبر 2012 وزيارة أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمغرب في دجنبر 2013 دفعة قوية.
وتعتبر اللجنة العليا المشتركة المغربية القطرية، التي أنشئت بموجب اتفاقية بين حكومتي البلدين وقعت في الرباط بتاريخ 19 يونيو 1996، أحد أهم مرتكزات التشاور المثمر والحوار البناء بين البلدين، وإحدى الآليات التي تتولى عملية رصد الحصيلة واستشراف الآفاق المستقبلية لعلاقات التعاون الثنائي. وكان ابن كيران والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني قد أجريا اليوم بالرباط مباحثات ثنائية ، كما اجتمع عدد من الوزراء القطريين مع نظرائهم المغاربة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي والارتقاء به في العديد من المجالات.