طلبت النيابة العامة الفرنسية، امس الجمعة 31 يناير، في اليوم الثاني من محاكمة "الجهاديين" الفرنسيين يوسف وفارس وصلاح الدين، أمام محكمة الجنايات بقصر العدل في باريس بتهمة "تشكيل عصابة بغرض التحضير لعمليات إرهابية"، عقوبات بالسجن تتراوح بين ثلاث وست سنوات وسيتم النطق بالحكم في هذه القضية في 7 مارس المقبل، كما أوضح القاضي.
وطلبت النيابة عقوبة السجن ست سنوات نافذة بحق يوسف التواجر، وهو فرنسي مغربي عمره 26 عاما، بصفته "الناشط الرئيسي في المجموعة، وأربع سنوات مع التنفيذ بحق صلاح الدين غورمات، وهو فرنسي جزائري في 24 من العمر، وثلاث سنوات مع سنة من دون تنفيذ بحق فارس فارسي، فرنسي جزائري في 21 من العمر.
وشدد النائب العام على أن "هؤلاء الجهاديين خططوا في وقت قياسي –من ديسمبر 2011 إلى مايو 2012- للسفر للجهاد في سوريا وكادوا ينجحوا في مخططهم لو لم يتم توقيفهم من قبل الاستخبارات" الفرنسية في مطار سان إتيان (جنوب). وأضاف أن التسجيلات الهاتفية أثبتت أن يوسف هو "من قاد المشروع منذ البداية" وأنه "إسلامي متشدد مثل زميله صلاح الدين"، مشيرا إلى أن فارس كان "سلوكه التذبذب وعدم النية في القتال".
وتابع النائب العام قائلا إن "نية يوسف وصلاح الدين وفارس كانت واضحة وهي السفر للجهاد في سوريا وليس لأغراض إنسانية كما يزعمون".
إلا أن محامي فارس اعترض على الربط بين مصطلحي "الجهاد" و"الإرهاب"، معتبرا أنهما لا يحملان نفس المعنى. وقال المحامي، الأستاذ دو فالوي، إن موكله كان مضطربا أثناء عملية التخطيط للسفر" وأنه "لم يعرف أصلا إلى أين يسافر حيث أنه في الوقت كان يستعد فيه للذهاب إلى تركيا يريد أيضا السفر إلى اليمن"، ما يدل بحسبه على عدم نيته في القتال في سوريا.
من جهته، استمر فارس، والذي يشتغل في الحراسة الأمنية الخاصة، في سعيه لإقناع القاضي بأن "طلاق والديه في تلك المرحلة ساعدت على تشدده"، معبرا عن أسفه الشديد لما فعل. وقال الشاب، الذي شارك في 2011 ببطولة أوروبا لألعاب القوى مع المنتخب الفرنسي، إنه لم يعد يمارس الدين وأنه ابتعد عن "الإسلام المتشدد وعن الجهاد".
يوسف، وبالرغم من كونه فرنسي مغربي، قال للقاضي إنه ليس فرنسي بل مغربي، مضيفا إلى أنه "يسعى دائما إلى الهجرة لبلد مسلم" وأنه "يرغب في الجهاد لنيل رضا الله". وفي مرافعته، تساءل محامي يوسف جوليان فرينو لماذا "طلبت النيابة عقوبة السجن ست سنوات لموكله في حين طلبت بأقل من ذلك للمتهمين الآخرين"؟ وقال: "يوسف لم يكن قائد هذه المجموعة ولا يمكن وصفه بالمتشدد".
أما صلاح الدين، فقد قرر الدفاع عن نفسه بنفسه. وقال أمام المحكمة إن التهمة الموجهة إليه "مبالغ فيها". وأضاف أن "لا دليلا قاطعا على نتيه السفر لسوريا"، مشيرا إلى أنه وزميليه أرادوا الالتحاق ب "الجيش السوري الحر من أجل تسجيل شريط فيديو حول مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا".