أبرز الكاتب و المؤرخ الفرنسي الشهير شارل سانت برو ، أول أمس الإثنين في أبو ظبي ، الجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في النهوض بالتعاون جنوب جنوب . ففي محاضرة بعنوان "سياسة محمد السادس في تعاون دول الجنوب جنوب "، المنظمة من قبل جامعة "السربون" الفرنسية ،فرع أبوظبي، سلط المحاضر الضوء على المساعي التي يبذلها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من" أجل إعادة البناء المستعصي لاتحاد المغرب العربي"، وعلى المجهودات التي يقوم بها جلالته لتسوية النزاع المفتعل لقضية الصحراء المغربية .
وفي هذا السياق ،توقف سانت -برو عند العراقيل التي تضعها الجزائر أمام المغرب لتسوية قضية الصحراء مستعملة ما أسماه ب "سياسة حقائب الدولار التي تقتطع من ميزانية الشعب الجزائري من أجل الحيلولة دون توصل المغرب لحل سلمي ونهائي لقضيته الوطنية".
وسجل المحاضر "ضعف النظام الجزائري وعجزه في نهج سياسية تنموية في بلاده، على عكس المغرب الذي قطع أشواطا مهمة في مساره الديمقراطي والتنموي، مما جعله يحافظ على أمنه واستقراره في مرحلة سادت فيها الفوضى وعم فيها الانهيار في عدد من الدول العربية، مما جعله وجهة مضمونة للعديد من المستثمرين، الأمر الذي يجعل من المغرب استثناء بالفعل في منطقته".
وأبرز المؤرخ الفرنسي المنهج السياسي الذي اعتمده صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تدبير العلاقات الخارجية للمملكة المغربية "والتي تهدف إلى إيجاد عمق إفريقي والعودة إلى التأثير في الأحداث الجارية في الشرق الأوسط" على حد قول المحاضر.
كما أبرز المجهودات التي يبذلها جلالة الملك لدعم التعاون والشراكة الاقتصادية والسياسية بين المغرب ودول الخليج العربي ، مشيرا إلى تعاون المغرب في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب، ودوره في استقرار دول الساحل والصحراء. ولم يفت المؤرخ الفرنسي التطرق للبعد الافريقي للعلاقات الخارجية للمملكة ، مشددا في هذا الصدد على العلاقة الدينية والثقافية التي تجمع المغرب مع عدد كبير من الدول الإفريقية، والمساعدات التي ظل المغرب وما يزال يقدمها للدول الفقيرة في إفريقيا.
وتطرق المحاضر لمراحل ذات أهمية في تاريخ المغرب ، مسلطا الضوء على استراتيجيته المتطورة في التعاون مع الدول الإفريقية والأوروبية واهتماماته بقضايا العالم السياسية منها والإنسانية منذ زمن بعيد، مستشهدا على ذلك بأن المغرب كان أول دولة اعترفت بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1776.