كشف تراجع البحر بشاطئ انزا باكادير عن كنز تاريخي ثمين، سواء بالنسبة للبحث العلمي او بالنسبة للسياحة الثقافية بالمنطقة، وذلك بالنظر على قيمته وجودته.. هذا الكنز يتمثل في مجموعة من آثار اقدام كبيرة لديناصورات، حوالي 50 آثَرا، موزعة على مسافات كبيرة بشاطئ انزا.
وقد عاشت هذه الديناصورات، حسب المتخصصين، خلال العصر الطباشيري العلوي وبالضبط بالطابق الرابع لهذا العصر الذي يسمى " Le Santonien" والذي يتموقع بين الطابقين ال" Coniacien" و ال " Campanien"، والذي يمتد من – 85,8 ± 0,7 مليون سنة إلى – 83.5 ± 0.7 مليون سنة..
وتعود اهمية هذا الاكتشاف بالنظر إلى قلة مستحثات وآثار الديناصورات التي عاشت خلال هذا العصر سواء في افريقيا او اوروبا، حيث تعتبر اولى آثار للديناصورا تكتشف في المغرب بالنسبة لهذا العصر..
قيمة هذا الاكتشاف يتجسد ايضا في الحالة الجيدة التي وجدت عليها الآثار، حيث عثر عليها محفوظة بطريقة جيدة جدأ وهو ما سيمكن دراستها بسهولة أكثر..
كما ان هذا الاكتشاف يأتي ليؤكد ما كان متداولا من طرف الساكنة المحلية، التي كانت تتحدث عن وجود آثار اقدام كبيرة لحيوانات مجهولة حيث نسجت حكايات غريبة حولها، فيما اعتبر البعض ان ذلك مجرد اساطير وحكايات ترتبط بالموروث الثقافي الشعبي للمنطقة..
ودعت الجمعية المغربية للتكوين والتوجيه الهادف، التي كان لها المبادرة في البحث والتنقيب على هذا الكنز التاريخي، إلى حفظ هذا الموقع لتعزيز لبنة البحث العلمي بالمغرب واستثماره كوجهة للسياحة الثقافية وهو ما سيساهم في إغناء المنتوج السياحي بالمنطقة..
وتعود هذه الآثار لأقدام "فرع" من الديناصورات تدعى "الثيروبودات" " Theropoda " او " théropodes Les " بالفرنسية، وهي ديناصورات مفترسة ضخمة. ويتكون هذا الاسم من كلمتين في اللغة اليونانية وهما "ثير(و)" وتعني حيوان مفترس، وبود(و) أي رِجل، وذلك للدلالة على ان هذه الديناصورات لها "اقدام الحيوانات" لتمييزها عن ال"Ornithopoda " التي لها "أقدام الطيور" و ال"Sauropoda " التي تشبه اقدامها "اقدام الزواحف"..