عبر وزير الصناعة والتجارة والاستثمارات والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي ووزير الاقتصاد والمالية الفرنسي بيير موسكوفيسيي أمس الجمعة، عن رغبتهما الأكيدة في الانتقال بالعلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين إلى السرعة القصوى. وأبرزا في تصريحين أدليا بهما للصحافة عقب مباحثات أجرياها على انفراد بالدار البيضاء أنهما يطمحان من خلال هذه الرغبة إلى الانتقال من مرحلة الإقلاع المشترك إلى مرحلة جديدة يتوخى من ورائها استكشاف المؤهلات والإمكانات الاقتصادية الواعدة التي تزخر بها القارة السمراء.
وأضافا الوزيران أن هناك المزيد من المؤهلات لدى المغرب وفرنسا لا زالت لم تستغل بعد، مما يستدعي التعجيل باستثمارها لتعميق العلاقات الاقتصادية الممتازة التي تجمع بين البلدين منذ أمد بعيد.
وبالمناسبة تمت الإشارة الى الحضور الكبير الذي تسجله المقاولات الفرنسية بالمغرب، باعتباره شريكا أساسيا، وذلك سعيا منها في العمل سويا الى جانب المقاولين المغاربة من أجل الرفع من التنافسية الاقتصادية للبلدين مع المراعاة للمصالح المشتركة والخبرات المتبادلة.
ولتحقيق هذه الأهداف، وجه موسكوفيسيي الدعوة لحفيظ العلمي لزيارة باريس في الرابع من دجنبر القادم، على هامش القمة التي ستجمع فرنسا بباقي بلدان إفريقيا، حيث سيتم عقد لقاء موسع يضم مئات المقاولين من فرنسا ومن البلدان الافريقية من ضمنها المغرب الذي يحظى -حسب الوزير الفرنسي- بمكانة متميزة.
وفي هذا السياق، قال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي إن زيارته أمس الجمعة لمعهد مهن صناعة الطيران ومصنع"ايرسيل" (مجموعة سافران) المتواجدان بإقليم النواصر هي بمثابة دعم وتشجيع على الانخراط في مثل هذه المشاريع النابعة عن شراكة استراتيجية مربحة للطرفين.
ويذكر أن معهد مهن صناعة الطيران أحدث في ابريل 2011 على مقربة من مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء، بغلاف استثماري بلغت قيمته 4ر9 مليون أورو، شملت الى جانب المساعدة التقنية كل من البنية التحتية والتجهيز وتكوين المكونين، وذلك في أفق أن يخضع للتوسعة في 2015 بما قيمته 2ر3 مليون أورو.
ويستقبل هذا المعهد، الذي تشرف عليه مجموعة الصناعات المغربية للطيران والفضاء، نحو 500 متدرب في التكوين التأهيلي و200 متدرب في التكوين المستمر الذي يهم بالاساس فئة المأجورين.
أما مقاولة "ايرسيل " التي تبقى أحد الفروع الستة لمجموعة "سافران" فقد رأت النور سنة 2005 على مساحة 20 الف متر مربع بغلاف استثماري ناهزت قيمته 25 مليون اورو، إذ تنكب حاليا على انجاز 10 برامج في مجال انتاج وتركيب محركات الطائرات تهم بالأساس شركات الطيران "ايرباص" و "بومبارديي" و"لايرجيت" و"امبراير" و"سوخوا سوبير جيت".
وقد حققت هذه المقاولة ، التي تشغل نحو 550 متعاونا، رقما قياسيا حيث وصل رقم معاملاتها خلال سنة 2012 ما قيمته 76 مليون اورو ، اي بارتفاع بلغت نسبته 7 في المائة بالمقارنة مع السنة ما قبلها .