السموم المهربة من الجزائر إلى المغرب عبر الحدود الشرقية للمملكة لا تقتصر على اقراص القرقوبي والادوية والمواد الغذائية منتهية الصلاحية، بل امتد الامر ليشمل الوقود الملوث الذي يروجّ في الآونة الاخيرة بوجدة ونواحيها.. فقد أكدت مصادر متعددة ان مخاطر كبيرة تهدد مستعملي وقود جزائري ملوث، جرى تهريب كميات منه خلال الاسابيع الاخيرة، حيث يروج على نطاق واسع بمدينة وجدة وناحيتها متسببا في اضرار بليغة وأعطاب لاجهزة حساسة و مكلفة بمحركات السيارة و خاصة منها الحديثة التصنيع و التي تشتغل بانظمة متطورة لضخ البنزين .
إلى ذلك تتداول الصحافة الجزائرية صور المعاناة اليومية التي يعيشها ملاكو الناقلات خلال التزود بالوقود في المحطات المعدة لذلك، والتي تحتكرها مؤسسة توزيع المحروقات و النفط المملوكة للدولة "نفطال". .
ونقلت ذات المصادر، تقول جريدة العلم التي اوردت الخبر، صورا لطوابير طويلة من السيارات تنتظر دورها للتزود بحاجياتها من الوقود الذي تحول الى سلعة ناذرة في بلد منتج و مصدر للنفط.
وعزت ذات المصادر الخلل الواقع في التزويد بالوقود بمختلف المدن الجزائرية الى حادث اهمال بأحد محطات التكرير نتج عنه خلط البنزين مع مادة سائلة مجهولة، تسببت في تلويثه و لم يتم التنبه الى الوضع الا بعد توزيع كميات هامة على محطات التوزيع و صدور احتجاجات متكررة من الزبائن المشككين في جودة المنتوج و شكايات حول ما تسبب فيه من اعطاب للمحركات.
من جهة اخرى عرف نشاط تهريب الوقود نحو المناطق الشرقية للمملكة تدنيا كبيرا، وذلك بسبب فرض المزودين الجزائريين لزيادات غير مسبوقة في تعريفته بعد ارتفاع سعر بيعه القانوني بمحطات المغرب.
واضافت ذات الجريدة، وفقا لمصادر لها، ان المهربين المغاربة باتوا اكثر ترددا في خوض المغامرة خلسة الى التراب الجزائري لجلب الوقود المهرب بعد تسجيل تصاعد غير مسبوق لعدوانية حرس الحدود الجزائريين، الذين تلقوا تعليمات بإطلاق الرصاص الحي على كل من يتجرأ على قطع الشريط الحدودي، و هو السلوك العدواني الذي ادى منذ غشت الماضي الى سقوط ازيد من ثلاث ضحايا نتيجة عودة ظاهرة القنص العشوائي المتعمد للآدميين المغاربة بسبق الاصرار و الترصد.