خرج سفير الجزائر بالرباط غاضبا في اللقاء الذي نظمه وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي يوم 15 ماي، مع السفراء المعتمدين في المغرب والقائمين بالأعمال للدول الأوربية والعربية والأمريكية والإفريقية بالرباط، بعدما تكلم الخلفي عن الإجراءات التي يتطلب إعمالها بالنسبة للصحافيين الأجانب في تغطيتهم للأحداث التي تقع في الصحراء المغربية، لكن "معالي" السفير غضب وخرج من القاعة وكأنه كان يريد سماع شيء آخر من الخلفي، مما أثار استهجان السلك الدبلوماسي الذي حضر اللقاء. فما الذي أغضب السفير الجزائري؟ خصوصا لما يتعلق الأمر بالحديث عن الصحراء المغربية؟ أكيد أن السيد السفير يعرف كثيرا ويتوصل بالملفات والتقارير الاستخباراتية لبلده ولمعاونيه ولمرتزقته من الإعلام المغربي، في معرفة ما يجري في الصحراء، ولما يقدم وزير الاتصال الإجراءات القانونية والتي تحترم العمل المهني للصحفي فهذا من حقه، لكون الأمر يتعلق بسيادة المغرب، في اعتبار أن بعض الصحفيين الاسبان والجزائريين وبعض الخونة في المغرب أمثال " انوزلا"، يعرفون شيئا واحدا، هو الإساءة إلى المغرب والى الصحراء، وهم لا يأتون إلى الصحراء من اجل انجاز التحقيقات والربورطاجات بكل حيادية ومهنية، بل من أجل "عيون" أمينتو حيدر ومن أجل الاستخبارات الاسبانية والجزائرية ونقل أخبار زائفة عما يحدث في العيون، ويعتمدون على رواية أحادية الجانب.
فالسفير الجزائري، يعرف جيدا، ما يكتب في إعلامه بالجزائر والذي يتحكم فيه العسكر وقصر المرادية، ويعرف أكثر ما مطلوب منه في قضية الصحراء، ولا يريد أن يعرف أن الصحراء المغربية وتعرف تنمية حقيقية وبها مجال واسع للحريات والحقوق، والعمل الصحفي يجب أن يكون محترما لسيادة البلد، وليس هناك الصحفي في العالم فوق القانون.
فغضبة السفير الجزائري لم تكن بريئة، وهو المفروض منه أن يكون محايدا في شؤون المغرب الداخلية، لكن في نفسه شيء من بقايا حكم استبدادي وإعلام متسلط كما هو الشأن في الجزائر التي يعد إعلامها متحكم فيه من كل جانب، فهل حرية الصحافة في الجزائر بخير، ابدا، فالقمع والرقابة والتسلط... هما سمة الإعلام الجزائري وهذا واضح في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية، لكونها تطبل لمرتزقة البوليساريو، عكس المغرب الذي ينعم بحرية راكمها منذ سنوات.