يسعى نظام العسكر الجزائري إلى توظيف القضية الفلسطينية في مسعاه لتلميع صورته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي. وفي محاولة فاشلة لاستقطاب بعض الدول التي لا تزال مترددة بخصوص حضور القمة العربية المزمع عقدها بكوريا الشرقية في مارس من العام 2022، بعد تأجيلها بطلب من كابرانات فرنسا، متذرعين بالوضع الصحي الذي فرضته جائحة كوفيد-.19 والحقيقة هي أن كوريا الشرقية شعرت بان القمة ستعرف فشلا ذريعا بالنظر إلى غياب الحماس لدى اغلب الدول العربية لحضورها لما تعرفه الجزائر من أوضاع صعبة وأزمات على كل المستويات، تسبب فيها النظام العسكري الذي يتحكم في زمام الأمور، ما جعل ملايين الجزائريين يطالبون برحيله خلال مظاهرات الحراك الشعبي الذي تفجرت شرارته الأولى منذ 22 فبراير 2019. وفي محاولة للهروب إلى الأمام، وبعد ان تأكد نظام العسكر بان قمة مارس 2022 ستكون فاشلة بكل المقاييس، لجأ إلى حيلة تتمثل في العزف على وتر القضية الفلسطينية وشعارات الدفاع عن القدس والتمسك المبدئي بحقوق الفلسطينيين ، وهي شعارات جوفاء تكشف ان الهدف منها هو معاداة المغرب وخاصة بعد استئناف علاقاته مع إسرائيل وما حققه من نجاحات دبلوماسية في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كابرانات فرنسا ذهبوا بعيدا عندما استدعوا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لزيارة كوريا الشرقية ردّا على قرارات المغرب السيادية، خاصة بعد استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي والتوقيع مع تل أبيب على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات. من خلال تلبية محمود عباس لدعوة كابرانات فرنسا، رغم معرفته المسبقة بحقيقة أجنداتهم وبان الهدف ليس حبا في عيون فلسطين ولا رغبة في توحيد الصف العربي ودعم الوحدة العربية كما يدعون، يكون رئيس السلطة الفلسطينية قد خان المغرب وقضاياه التي تعد الصحراء المغربية احد أقدسها. زيارة "رئيس الضفة الغربية" للجزائر وملحقتها تونس ستزيد طين الوضع العربي بلّة ولن تكون أكثر من تشبث غريق بغريق، لأن الرهان على جنرالات الجزائر كالرهان على فرس فاشل ولن تغير شيئا على أرض الواقع سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية أو بخصوص ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما أنها لن يوليها المملكة أي اهتمام مادامت تندرج في إطار المزايدات والمتاجرة بالقضية الفلسطينية التي أعطاها المغرب أكثر ما قدمه لها العسكر الجزائري الذي يتقن الشعارات والخطابات التي لا تمت للواقع باية صلة. زيارة عباس للجزائر تجعله يدخل في متاهة كان في غنى عنها خاصة انه يعرف جيدا الصديق الحقيقي لشعبه وقضيته، ولا يمكن بحال من الأحوال ان تستدرجه الطغمة العسكرية الجزائرية لمنحها مصداقية مفترضة وشرعية لتنظيم القمة العربية المرتقبة في مارس والتي اتضح ان معظم الدول العربية ستقاطعها بسبب طبيعة النظام العسكري الجزائري. وفي الأخير نتمنى لعباس مقاما طيبا بالجزائر خلال زيارته السياحية التي ستمتد إلى تونس قيس السعيد، المقاطعة الجديدة لكوريا الشرقية التي كشفت عن وجهها الحقيقي القبيح والتي لا يتقن رئيسها "الروبوكوب" سوى الشعارات الرنانة حول فلسطينوالقدس الشريف فيما فشل في حل مشاكل بلاده التي ارتمت في عهده بين أحضان كابرانات فرنسا ووكلاء الاستعمار الجديد/القديم بشمال افريقيا ومنطقة الساحل.