نظرا لكونه من الرواد الأوائل في مجال الطاقات المتجددة في إفريقيا، سيكون المغرب حاضرا بقوة في فعاليات مؤتمر الأطراف (كوب 26 ) لتأكيد ريادة المملكة، التي يحظى نجاحها بالإشادة على المستوى الدولي، سيما في ما يخص الطاقة الشمسية. ويظل الهدف الأسمى لهذه المشاركة هو إبراز النموذج المغربي في مجال الانتقال الطاقي والبيئي، ومواصلة النهوض بالمبادرات المغربية التي أطلقت منذ (كوب 22 )، وكذا جلب مستثمرين أجانب جدد. وبخصوص موضوع الطاقات المتجددة، وعلى وجه الخصوص الطاقات الشمسية، يتميز المغرب ببعد النظر، ويعتزم الانتقال بحصة الطاقات المتجددة التي بلغت قدرتها سنة 2021 نسبة 42 في المائة إلى نسبة 52 في المائة سنة 2030 . ولهذا الغرض، تبنت المملكة، سنة 2009، استراتيجية وطنية للطاقة، بوصفها رؤية شاملة ومندمجة، وثمرة لسياسة يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تروم إلى رفع أهداف إنتاج الطاقات المتجددة، في إطار طموح قوي ومستدام. وجاء تحقيق المغرب لهذا الموقع الهام في مجال الطاقات الشمسية، التي تمثل اليوم طاقات نظيفة ومستدامة، على وجه الخصوص، بفضل الرهان على الاستغلال الكامل للمركب الشمسي نور ورززات (580 ميغا واط) سنة 2018. وبالتزامن مع نجاح ( برج نور ورززات III ) فإن المركب الشمسي يكرس مكانته كأكبر مركب متعدد التكنولوجيا الشمسية في نطاق الخدمة في العالم، بالإضافة إلى الانتهاء من المحطات الشمسية (نور العيون I ) ونور (بوجدور I ) بقدرة متراكمة تصل إلى 100 ميغا واط. وهكذا، يحظى نجاح المغرب في هذا المجال باعتراف دولي، حيث أشادت قناة "سكاي نيوز عربية الإماراتية على موقعها الالكتروني، الاستراتيجيته المغربية في مجال الانتقال نحو الطاقات النظيفة، والتقدم الذي أحرزته المملكة على صعيد إنتاج الطاقات المتجددة، في افق تحقيق السيادة الطاقية، من خلال مشاريع ضخمة تطلبت استثمارات كبيرة. وكتب الموقع بمناسبة تنظيم الأسبوع الاقتصادي المغربي بالمعرض العالمي "إكسبو 2020 دبي" أن المغرب يحتل المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر "المستقبل الأخضر" الذي تصدره منصة "إم أي تي تكنولوجي ريفيو" والذي يصنف 76 بلدا وإقليما وفقا للتقدم على درب مستقبل أخضر من خلال تقليص انبعاثات الكربون وتطوير طاقة نظيفة و الابتكار في القطاعات الخضراء. من جانبه، أشار المسؤول بالوكالة البلجيكية للتنمية، أوليفيي لوغروس، إلى أن المغرب اكتسب وطور خبرة كبيرة في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، داعيا الدول الإفريقية إلى الاستفادة من هذه الخبرة الرائدة للمملكة، عن طريق تقوية القدرات في هذا المجال. وفي نفس السياق، أكد الخبير الإسباني في التنمية، ألفارو فروتوس روسادو، أن المغرب "يستحق اعترافا خاصا " لمجهوداته ومشاريعه في مجال الطاقات المتجددة، موضحا أن المملكة " نموذج يحتذى به " في المجال بالنسبة لدول المنطقة. ومن جهته، قال المستشار في التنمية الدولية بشركة "بريدايت سورس إينيرجي"، طوماس ريلي، إن المخطط الشمسي المغربي الطموح، الذي عرف دفعة كبيرة بتشغيل محطة "نور I " في ورززات، يمثل استمرارية لالتزام طويل الأمد بالطاقات المتجددة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكشف الخبير الأمريكي أيضا أن المخطط الشمسي المغربي هو بكل تأكيد مشروع عملاق بمعايير كل البلدان المتقدمة أو تلك السائرة في طريق النمو، غير أن المغرب يبقى من البلدان القلائق التي تتوفر في الوقت نفسه على الريادة والموهبة والعزم على إنجاح هذا الورش الكبير. وتتمثل الفوائد الممكن تحقيقها على المدى القريب في استقلالية طاقية أكبر، مع ما يعادل ذلك من خبرة تكنولوجية في الطاقات المتجددة. وإذ يضع قطاع الطاقات الشمسية وإشكالية المناخ في صلب اهتماماته، فإن المغرب سيشارك في (كوب 26 ) المزمع عقدها من 31 أكتوبر الجاري إلى 12 نونبر المقبل، في غلاسغو، بوفد مهم يضم ممثلين عن القطاعين الخاص والعام، وهيئات بحثية ومنظمات غير حكومية.