حذّر الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، من حدوث موجة ثالثة لفيروس "كورونا" بالمغرب، قد تكون "أشدّ خطورة وشراسة"، مشيراً أن مجموعة من الدول الاوروبية دخلت حالياً في هذه الموجة التي تستمدُ قوتها من السلالات الجديدة المنتشرة. وفي حوار مع دوزيم، حاول الخبير الصحي، الطيب حمضي الجواب عن الاسئلة، فيما يتعلق بعلاقة الموجة الثالثة والسلالات الجديدة، ومدى خطورة الموجة الجديدة أكثر من سابقاتها، وواقع المغرب في ظل هذه التغيرات الصحية. هل يمكن ربط ظهور الموجة الثالثة من الفيروس بانتشار السلالات الجديدة فقط؟ حدوث موجة ثالثة أمر متوقع وغير مفاجئ، حيث أن دينامية الموجات تحدث إلى حين وقوع مناعة جماعية، وغير مرتبط بالسلالات الجديدة، حيث رغم استمرار الأصلية كان ينتظر أن تعود موجة جديدة، لكن المشكل هو خطورة هذه الموجة ببلدان أوروبية وأمريكية وغيرها، يتمثل في تزامنها مع انتشار السلالات الجديدة، التي ترتفع قوتها وشراستها، مما يؤثر على أعداد المصابين وبالتالي الوفيات. هل يمكن القول إنّ الموجة الجديدة تشكّل خطورة أقوى من الأولى والثانية، خصوصاً بالنسبة للفئات الأقل سنّاً؟ أدى انتشار السلالات الجديدة، البريطانية بشكل أساسي، إلى زيادة هائلة في الحالات الجديدة، وتلقائيا الحالات الحرجة، بين الشباب والأقل شبابا على حد سواء. ذلك أنّ هذا المتحور أكثر عدوى بنسبة 60٪ وفقًا لعدة دراسات. كما يشتبه بشكل متزايد في أنه أكثر ضراوة وأكثر خطورة من السلالة الكلاسيكية. كشفت دراسة حديثة أن المتحور البريطاني أكثر خطورة وأكثر فتكًا ب 64٪. بالنسبة لكل 1000 حالة تم اكتشافها، فإنها تسبب 4.1 حالة وفاة، مقابل 2.5 حالة لفيروس كورونا الكلاسيكي. موجة السلالة الجديدة لمتحور أكثر عدوى بنسبة 60٪ وفقًا لعدة دراسات. كما يشتبه بشكل متزايد في أنه أكثر ضراوة وأكثر خطورة من السلالة الكلاسيكية. كشفت دراسة حديثة أن المتحور البريطاني أكثر خطورة وأكثر فتكًا ب 64٪. بالنسبة لكل 1000 حالة تم اكتشافها، فإنها تسبب 4.1 حالة وفاة، مقابل 2.5 حالة لفيروس كورونا الكلاسيكي. وفقًا لدراسة بريطانية نُشرت في نهاية عام 2020، فإن معدل الإصابة بالفيروس مرة ثانية سيكون 0.7٪ مقابل 0.11٪ بالنسبة للسلالة الكلاسيكية. هناك سببين لارتفاع الإصابات في صفوف فئات أقل سناً عكس الموجات السابقة؛ الأول أن تطعيم المسنين وبالتالي حمايتهم، ساهم في تقليل عدد الاشخاص من هذه الفئة العمرية في المستشفيات ووحدات العناية المركزة. بالإضافة إلى كون الفئات العمرية المتوسطة والشابة، تستهين بالفيروس بعد حملات التلقيح، حيث تعتبر نفسها غير معنية أو مستهدفة به، وهذا خطأ كبير، رفع من أعداد المصابين وخطورة الوباء عليهم. هل تتوقّعون حدوث موجة ثالثة للفيروس ببلادنا خلال القادم من الأيام، أخذاً بعين الاعتبار أن انتشار السلالات المتحورة يبقى، حسب المعطيات الرسمية، محصوراً؟ كما أشرت في الإجابة على السؤال الأول، احتمال حدوث موجة ثالثة وارد ولا يرتهن بانتشار السلالات المتحورة. الأمر الثاني، هو أن بالمغرب، هناك سلالات جديدة، فقبل أسابيع تم تسجيل 28 حالة من السلالة البريطانية، ونعلم أنه سريع الانتشار بالتالي قد تكون بلغت أرقام أوسع، لهذا نحن في حاجة لدراسات وإحصائيات توضّح هذا الأمر. احتمال موجة ثالثة بالمغرب قائم، وانتشار السلالة الجديدة يبقى مقلقاً بالتالي ينبغي توخي مزيد من الاحترام السليم والصارم للإجراءات الحاجزية: استعمال الكمامات بشكل سليم، التباعد، تطهير اليدين، تجنب الازدحام وتهوية الاماكن المغلقة، احترام التدابير الترابية، وتجنب السفر غير الضروري، والتجمعات العائلية وغيرها، والامتثال الصارم للعزل من قبل المرضى الذين ثبتت إصابتهم والمخالطين. كما أنّ الأسابيع القادمة ليست مناسبة للتراخي، فحياتنا وصحتنا وسلامة منظومتنا الصحية واعادة فتح اقتصادنا، ومدارسنا، وحياتنا الاجتماعية، وسياحتنا في أشهر الصيف متوقفة على سلوكنا اليوم. كل الحذر واليقظة لتجنب موجة شرسة، وتجنب تدابير ترابية أكثر تشددا، من أجل السماح بانتعاش واسع في أشهر الصيف.