وجه الرئيس اللبناني، ميشال عون ، اليوم الأربعاء ، دعوة إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من أجل التأليف " الفوري " للحكومة أو التنحي في حال عجزه عن القيام بالمهمة التي كلف بها. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام ، أن ميشال عون قال في كلمة وجهها للبنانيين ، " أدعو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ، إلى قصر بعبدا من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معي ، وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات من دون تحجج أو تأخير " . وأضاف عون أنه " في حال وجد رئيس الحكومة المكلف نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح المجال أمام كل قادر على التأليف ". ولفت إلى أن الحريري " تقدم بعناوين مسودة حكومية لا تلبي الحد الأدنى من التوازن الوطني والميثاقية ، ما أدخل البلاد في نفق التعطيل ". وقال إنه " لا فائدة من كل المناصب وتقاذف المسؤوليات إن انهار الوطن وأصبح الشعب أسير اليأس والإحباط ، حيث لا مفر له سوى الغضب ، وعلى أن كل شيء يهون أمام معاناة الشعب التي بلغت مستويات لا قدرة له على تحملها ". وكان الرئيس اللبناني كلف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من غشت من العام الماضي . وعادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات الرافضة لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان ، وانهيار سعر الليرة ، وجمود الوضع السياسي ، حيث رفع الآلاف من المتظاهرين شعارات منددة بالطبقة السياسية ، وأغلقوا غالبية الطرق الرئيسية في جميع أنحاء البلاد ما أدى إلى شل الحركة. وسجلت الليرة في الأيام الأخيرة انخفاضا قياسيا غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام ، إذ اقترب سعر الصرف مقابل الدولار من عتبة 11 ألفا في السوق السوداء. وتسبب ذلك بارتفاع إضافي في الأسعار ، دفع الناس للتهافت على المحال التجارية لشراء المواد الغذائية وتخزينها. ورغم ثقل الأزمة الاقتصادية وشح السيولة ، لم تثمر الجهود السياسية رغم ضغوط دولية عن تشكيل حكومة جديدة. ويشهد لبنان منذ صيف عام 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 80 في المائة من قيمتها مقابل الدولار ، وفاقمت معدلات التضخم وتسببت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم، فيما نضب احتياطي المصرف المركزي بالدولار.