أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، أمس الجمعة، ان الاعتراف الأمريكي بالسيادة الوطنية على الصحراء، أحدث "سياقا جديدا إيجابيا لقضيتنا الوطنية"، وسيمكن من إعادة إطلاق المسلسل السياسي على أسس جديدة، مع الأخذ بعين الاعتبار "وزن الولاياتالمتحدة باعتبارها أول قوة عالمية وعضوا بمجلس الأمن الدولي". وأضاف عامر، خلال نقاش افتراضي على الموقع التلفزيوني "الجسر أنفو"، نشطه الصحفي مصطفى الأبيض مع فاعلين بالجالية المغربية المقيمة في بلجيكا، أن الاعتراف الأمريكي يعد "نتيجة لعمل دؤوب وتتويجا لجهود الدبلوماسية المغربية خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مسجلا أن هذا القرار ينبغي أن يسائل أوروبا في المقام الأول، القارة الأكثر قربا من المنطقة المغاربية والأكثر تأثرا بهذا النزاع الإقليمي. وشدد الدبلوماسي المغربي على أنه "من مصلحة الاتحاد الأوروبي أن تكون المنطقة المغاربية موحدة ومتضامنة، وأن تشكل شريكا حقيقيا في مواجهة الرهانات المتعددة المرتبطة بالأمن، التهديدات الإرهابية، والهجرة غير الشرعية... وهي الآفات التي تتهدد أوروبا". وحسب عامر، فإن أوروبا مدعوة إلى الخروج من "الحياد السلبي"، وأن تلتزم بشكل أكبر من أجل الدفع بتسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا. وفي ما يتعلق بإعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، ذكر السيد عامر بأن الدستور المغربي هو الوحيد في العالم الذي أدرج الرافد العبري كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، مؤكدا على التشبث القوي لليهود المغاربة، حيثما وجدوا، بالوطن الأم. وأبرز السفير، أيضا، جهود المملكة من أجل الحفاظ على الموروث اليهودي-المغربي، من خلال جهود إعادة ترميم المتاحف، ودور العبادة والأضرحة، مضيفا أن المغرب يواصل دعم تموقعه ك "استثناء" في مجال التسامح، العيش المشترك والتساكن بين الديانات. من جهة أخرى، أكد السفير أن المملكة لطالما شجعت مبادرات التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما فتأت تجدد التزامها من أجل تسوية القضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي، وفي إطار حل الدولتين. وشدد على أن "منطق القطيعة لا يخدم السلام، والوقت حان لكي يعمل المجتمع الدولي من أجل الدفع بالملف وتمكينه من إيجاد مخرج سلمي". وأضاف عامر أن المغرب أكد أنه "سيسخر جميع إمكانياته من أجل استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإقرار السلم في الشرق الأوسط".