أفادت مصادر صحفية مقربة من مراكز القرار بقصر المرادية بالجزائر، أن رئيس الجمهورية المعين، عبد المجيد تبون، سيعود إلى ألمانيا لمتابعة العلاج أو إجراء عملية جراحية على مستوى الرجل. ونقل الموقع الإلكتروني لجريدة الخبر، المقربة من المخابرات الجزائرية، أن "الرئيس تبون كان يفترض أن يتلقى هذا العلاج مع نهاية فترة نقاهته غير أنه تم تأجيل ذلك لضرورة عودته لأرض الوطن لمعالجة بعض الملفات المستعجلة من بينها التوقيع على قانون المالية 2021 ." وأضافت الخبر، نقلا عن مصادرها، بأنه "ليس هناك داع للقلق فكان للرئيس منذ عودته نشاطات مكثفة والدليل أن علاج قدمه تم تأجيله لأن الحالة ليست مستعجلة طبيا". ويرى العديد من المتتبعين للشأن الجزائري، أن ما أوردته الخبر حول صحة الرئيس تبون يكشف ان عودته إلى الجزائر كانت بهدف تمرير مجموعة من القرارات التي تستوجب حضوره وتوقيعه، خاصة بعد ان بدأ الحديث عن ضرورة تطبيق المادة 102 من الدستور المتعلقة بشغور منصب الرئاسة بسبب الوضع الصحي المتدهور للرئيس. ويضيف المراقبون ان نظام العسكر، كان في امسّ الحاجة إلى تبون لتمرير قانون الميزانية لسنة 2021 والتوقيع على مجموعة من القرارات التي تدخل في إطار ترتيب البيت الداخلي لمؤسسة الجيش، وضمنها إنهاء مهام بعض المسؤولين العسكريين وتعيين البعض الآخر خاصة بعد عودة الجنرال خالد نزار وتبرئة الجنرال طرطاق، ومحمد مدين المعروف بتوفيق، وتقوية جناح هذا الأخير لمواجهة الحراك الشعبي ومواصلة استهداف المغرب ومصالحه خاصة بعد الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة بموازاة العزلة الدولية القاتلة لنظام العسكر في الجزائر.. كما أن عودة تبون إلى الجزائر، رغم وضعه الصحي المتدهور، كانت ضرورية لتمرير الدستور المعدل، والذي يتيح للجيش الجزائري التدخل خارج الحدود وهي مهمة جديدة تتناقض مع ما تم تسطيره دستوريا عقب استقلال الجزائر، لكنها اليوم أضحت ضرورية لاستمرار نظام الجنرالات عبر خوض حروب والقيام بتدخلات بالوكالة، خاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاصو، وهي مهمة كانت تقوم بها القوات الفرنسية التي ستنسحب تدريجيا لترك هذه المهمة لمؤسسة الجيش بالجزائر... وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس تبون ظهر يضع جبسا في رجله اليمنى بعد نزوله في أرضية مطار بوفاريك العسكري يوم 29 ديسمبر الماضي. وأصيب تبون بفيروس كوفيد 19 في 24 أكتوبر الماضي دخل على إثرها إلى وحدة متخصصة للعلاج بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة يوم 27 أكتوبر الماضي، ليتم بعد ذلك نقله إلى ألمانيا في 28 من نفس الشهر لإجراء “فحوصات طبية معمقة” بناء على توصية الطاقم الطبي.