كتبت جريدة "العين الإخبارية" الإماراتية، اليوم الخميس، مقالا تحدثت فيه عن تفاصيل الاستقبال الملكي الذي خصه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للوفد الامريكي الاسرائيلي، الذي زار المغرب أول أمس للتوقيع على اتفاقيات مهمة عقب الاعلان عن استئناف العلاقات بين المغرب واسرائيل واعتراف الادارة الامريكية بمغربية الصحراء وقرارها فتح قنصلية بمدينة الداخلة... وتطرقت الجريدة لتفاصيل اللحظة التي مثل فيها رئيس الوفد الاسرائيلي مائير بن شبات أمام يديْ جلالة الملك. وفيما يلي نص المقال: كابن التقى والده بعد طول اشتياق، وقف مائير بن شبات أمام عاهل المغرب الملك محمد السادس، في إجلال واحترام، ثم انحنى قائلاً: :"الله يبارك في عمر سيدي". بن شبات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، كرر جملته مرتين، ومع كُل واحدة ينحني ويرفع رأسه، ليقول في الثالثة "الله يطول عمر سيدي" في إشارة إلى ملك المغرب. هكذا تحدث مائير بن شبات، ذو الأصول المغربية، إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس أثناء استقباله، الثلاثاء، برفقة وفد إسرائيلي وآخر أمريكي برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر. العاهل المغربي محمد السادس، الذي وقف مُستقبلاً مائير بن شبات المولود بمدينة آسفي المغربية، رد عليه بلطف وترحيب يعكس كرم وضيافة المغاربة، قائلا: "بارك الله فيك، لاباس عليك"، ومعناها كيف حالك؟ بارك الله فيك. وفي أعقاب ذلك، عبر بن شبات للملك محمد السادس عن فرحه بلقائه وبعودة الاتصال بين إسرائيل والمغرب، قائلا بالدارجة المغربية: "حنا فرحانين بهاد الساعة المباركة"، ما معناه "إننا فرحين جدا بهذه المناسبة المباركة". كما رد عليه العاهل المغربي بقول إنه يُشاطره نفس الإحساس والفرحة، قبل أن يدعوه برفقة باقي أعضاء الوفد إلى الجلوس، ثُم انطلقت مراسيم توقيع الإعلان الثلاثي، بين المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن بن شبات، واحد من مئات الآلاف من اليهود الإسرائيليين من الأصول المغربية، إذ ولد بمدينة آسفي المغربية عام 1966، من والده مخلوف بن شبات ووالدته عزيزة، ليكون نجلهما الثاني عشر من أصل 14 طفلاً. وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، والمستشار الخاص للرئيس الأمريكي جاريد كوشلر، تذكر "بن شبات" ذكريات طفولته في المملكة المغربية، مُعبراً عن حنينه إلى تلك الأيام. مائير، الذي ترأس الوفد الإسرائيلي، القادم من تل أبيب إلى الرباط في رحلة جوية مباشرة، هي الأولى من نوعها في تاريخ البلدين، لم يستطع مُغالبة حنينه إلى وطنه الأم، وشوقه إلى عادات وتقاليد المغرب ، حيث قال إنه "لا يزال يُحافظ عليها على غرار باقي اليهود المغاربة في إسرائيل". وتحدث الرجل إلى الصحفيين بالقصر الملكي بالرباط، لمتابعة توقيع 6 اتفاقيات، أربع منها مع إسرائيل واثنتان مع أمريكا، بلهجة عامية مغربيبة ممزوجة بالعبرية، ما خلف تأثراً واستحسانا لدى الحاضرين. ومع أول جملة تفوه بها مائير بن شبات، رُسمت ابتسامات عريضة على وجوه الصحفيين المغاربة، الذين تأثروا بصدق المُتحدث ومدى تشبثه بمغربيته. وبدأ مائير حديثه بالسلام على إخوته المغاربة، مُردفا بعبارة "الله يكثر خيركم"، والتي تقال في اللهجة المغربية "لصاحب المنزل الذي يتفانى في إكرام ضيفه". وواصل بن شبات حديثه قائلا :" هذا اليوم المبارك، وهذه الساعة المباركة"، معبراً عن فرحه الشديد بهذه الزيارة، وهي ما عبر عنها، قائلا: "لا أستطيع إخفاءها، فكل شيء ظاهر بشكل واضح على وجهي، إذ يخرج الكلام من فمي، وقلبي فرح جداً"، قبل أن يتمنى الفرحة لليهود والمغاربة أجمعين. وفي أعقاب ذلك، عبر المتحدث عن فخره بتواجده في المغرب كرئيس للوفد الرسمي لإقامة العلاقات بين بلاده والمغرب، مُعتبراً أن الرحلة التي أقلته من تل أبيب نحو الرباط، تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، خاصة أنها جاءت ل" تحويل الحلم لواقع".