يظهر أن المهاجر بوبكر الجامعي استفاق متأخرا من غفوته عما يجري في المغرب أو هذا على الاقل ما يظهر من خلال حوار أجراه مع موقع الكتروني بالصوت والصورة. بوبكر الجامعي الذي لم نعد نتذكر من خلقته سوى سرواله الأمريكي الدجينز، ربما أراد أن يدخل الإسلام من باب النصيحة الدينية لأسياده الذي اشتغل هو والده و جميع أفراد شجرته خداما في وقت كانت فيه عائلة الجامعي واضعة نفسها في خدمة الطاعة.
و لأن الدنيا تغيرت فقد تغيرت معها فروع شجرة الجامعي وأضحت معارضة للنظام.
ويحكى أن يهوديا من فاس أيام حكم السعديين، عندما اشتدت عليه الأزمة جراء دفع الفدية التي لم يعد قادرا على دفها لبيت مال المسلمين، قال لإبنه الصغير ما عسانا نعمل يا ابني، فقال له الطفل الصغير يا أبي لماذا لانقول لهم بأننا مسلمون من الشرفاء الأدارسة وبالتالي سيتم إعفاؤنا من الفدية، فرد عليه الأب بنبرة الفاهم للأمور: " حتى يموتوا أولدي لي تايعرفونا عاد ممكن نقولوا هاد شي".
و سي بوبكر ربما نسي بأن الذين يعرفون أصله وفصله وتريكته ولم يموتوا بعد.
يعرفون أن نسب بوبكر الجامعي ووالده يعود للدولة الادريسية نسبة لادريس البصري الذي فتح لأبناء الجامعي أعينهم على الدنيا حتى أصبحوا يفتون على أسيادهم ما لايؤمنون به هم أصلا.
فيعود لادريس البصري الفضل فيما وصل إليه هذا الفرع من شجرة الجامعي . فوالد بوبكر شغل مناصب في الدولة وكان مديرا لدواويين كثيرة لوزراء استقلاليين اقل مايمكن أن يقال عنهم أنهم خربوا البلاد وجعلوها فيرمة مشاعة لكل أنواع الفساد.
ووالد بوبكر واحد من المسؤولين عما حصل حينها في دواوين التعليم حيث اقر بتعريبه وأرسل الابن بوبكر يتعلم مع البعثة الفرنسية ليتحكم في عقول المغاربة ومصائرهم.
وبعد غزوته في التعليم حل والده كالجمرة الخبيثة على الصحة فأنزل عليها كوارث الدنيا حتى أن وزيرا من حزبه كاد يدخل السجن جراء ما قام به من اختلاسات وفساد. وسيعيش الوالد خالد الجامعي أحلى أيامه خلال حكم ادريس البصري، بعدما ابتدعوا طريقة قشيبة في تلميع الأحذية، حيث أن الجامعي أبدع مقالا في الجريدة التي كان يرأسها "الرأي" ينتقد فيها البصري، وبعدها ستفتح للجامعي الأبواب ليأكل ويشرب من قواديس العسل و السمن.
فلم نعد نر خلال بداية التسعينات من خبر سياسي إلا ووراءه خالد الجامعي، حتى أن رحلة سياسية قام بها ادريس البصري للجزائر حمل فيها خالد الجامعي معه في الحقيبة كما جاء في كتابات الصحافة آنذاك.
وبعدها سوف يعترف خالد الجامعي بعظمة لسانه بأنه كان صديقا للبصري " انظر تل كيل انتيروكاطوار"، وخلال شهور العسل التي قضاها الجامعي مع البصري أسر له بأن له إبنا سماه على إسم جده يكمل دراسته في الخارج ويريد أن يجد له موقعا في الساحة الإعلامية عل وعسى تخرج العائلة ولو بمنصب وزاري في حكومة مستقبلية.
كان ادريس البصري رحمه الله يحب خالد الجامعي حبا لا مثيل له، ويقال أن خالد الجامعي حينما كان معتقلا حول خبر نشره في جريدة حزب الإستقلال، أبان لكوميسير البصري وكان حينها كوميسيرا بسيطا عن مفاتنه الخلاقة ورغبته في شغل كل الأدوار حتى الشاذة منها.
وبعدما أحس البصري بأن رجله اليمنى أصبحت خارج البلاط، وأن عليه أن يقوم بعملية لإرجاع توازنه بعد هجوم الكتلة عليه، فكر في الكلام الذي قاله له مرة الجامعي حول رغبته في لعب كل الأدوار بما فيها دور "الشيخة عرجونة" .
حيث سيعطي لابنه أموالا كثيرة لتأسيس جريدة "لوجرنال". ولأن البصري ثعلب فقد اقترح على بوبكر الجامعي أن يشغل معه مجموعة من المتسخين في مجالات متعددة، كعلي عمار المعروف بقضية اختلاس ببنك وافا بنك. فهو يدس لأبناء الجامعي السم في العسل.
فأغرق البصري "لوجورنال" بإشهارات كثيرة وأموال لاحسيب لها ولارقيب، فالبصري يضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة يقوم بتسمين كلب مسعور على خصومه، رغم أن الكلب ذاته ينتمي لأسرة استقلالية تريد إخراجه من الحكومة.
ولم يعي الجامعيون ولا حتى الإستقلاليون بالقالب حتى بدأت حروب البلاغات تصدر من أعلى سلطة في البلاد حول الجيش الذي كان بوبكر وخالد والده يتبجحان بأن لهما فيه جزءا كبيرا، وكأن الجيش المغربي أصبح قطعة حلوى في متناول طفلان هما خالد و بوبكر لا تعرف من هو الأكبر سنا نظرا لتشابه التبرهيش في سلوكهما. و اليوم يريد بوبكر أن يقول للمغاربة إنكم على خطأ حينما صوتتم بنعم على الدستور الجديد.
فهل بوبكر نسي بأن الذين يعرفون الحقائق عن أصله وفصله لم يموتوا بعد في المغرب. والله ينعل لي مايحشم.