من راى صور افراد العصابة المسخرة وهم يسعون إلى تخريب إسفلت الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا لابد أن يفهم أننا أمام بدائيين كارهين للتقدم والحضارة وغارقين من اطول شعرة في رأس فارغ الى أخمص الرجلين في الحقد واليأس. تلك الممارسات التي تنقلها الصور، بالإضافة إلى ممارسات قطاع الطرق التي ازدادت وتيرتها مند اكتوبر، كانت تستدعي من المغرب العمل على وضع حد لها بالوسائل المناسبة. وبعدما لم يستمع جيدا محركو أفراد هذه العصابة الإجرامية والممسكون بخيوطهم لصوت الاممالمتحدة وعجز افراد بعثتها عن ايصال ذلك الصوت للمعنيين ومن يتركون بامرهم، فان الوسيلة الوحيدة المتبقية للدولة المغربية، هي القيام بعملية أمنية تنهي الممارسات الإجرامية وتفتح الطريق مع إخواننا وجيراننا الموريتانيين وتحمي المواطنين المغاربة وسلعهم ووسائل النقل التي يستعملونها من البلطجة ومن بدائية البدائيين وتخريب المخربين، وللدولة المغربية كما يعرف من يعرف كل الوسائل والقدرات والاستعدادات لحسم الأمور بسرعة وإعادة الأمور إلى نصابها على هذا المستوى أو غيره ووراءها الشعب المغربي قاطبة المقتنع اقتناعا تاما بعدالة قضيته وبحقه في حماية وحدته الترابية من طنجة إلى الكويرة والمستعد لكل ما يتطلبه ذلك الان وغدا، وكما كان عليه الشأن فيما مضى. العملية الأمنية التي انطلقت، وجعلت افراد العصابة يطلقون ارجلهم للريح، ليست الا بداية على طريق انهاء عبث العابثين وبدائية البدائيين الذين تمادوا في غيهم مستغلين تجنب المغرب توريط المنطقة فيما لا يخدم مصالحها ومصالح شعوبها وتفويت الفرصة على من يريدون تصدير أزماتهم المتزايدة التركيب وإبقاء الأمل في امكان مصالحة مغاربية تضع قطار المغرب العربي على سكته الصحيحة والقويمة. لكن تصرف المغرب المسؤول هذا يقابل باللامسؤولية المتزايدة الحدة لدى النظام الجزائري واتباعه الذين رأوا في تصعيد الاستفزاز في معبر الكركرات وفي ممارسات عدائية أخرى التعويض الوحيد عن خيباتهم المتوالية وبروز اتجاه دولي واضح الى تغليب كفة الحل الذي يطرحه المغرب والذي شرع في تنفيذه عبر تنمية أقاليمنا الجنوبية. هذه العملية يجب ان تستتبع بتامين نهائي ليس لمعبر الكركرات وحده، بل ولكل ما يحيط به، لشل حركة العصابة ومنعها من تكرار ممارساتها الإجرامية، ولو استدعى الامر تمديد الجدار وإغلاق الممرات التي يتسرب منها المجرمون بالقوة ان اقتضى الحال، ويجب في نفس الوقت الحرص على ان تبقى المناطق العازلة وراء الجدار مناطق عازلة فعلا وخالية من السلاح ولا يتحرك فيها الا من ينحدرون من الصحراء المغربية وليس مرتزقة او عناصر عسكرية قادمة من بلدان اخرى، وفي هذا الإطار لابد ان يتحمل النظام الجزائري مسؤوليته ويكف عن تسخير أراض تحت سلطته للإقدام على ممارسات عدوانية وإجرامية ضد المغرب أرضا وشعبا. لسنا دعاة حرب ولا نتمناها، لكن هناك حدود للصبر وتحمل الممارسات التي لا يمكن تحملها باستمرار. وحين تصل هذه الممارسات الى حد تحدي الجميع بشكل سافل وببدائية لا علاقة لها بما بلغته البشرية من تحضر، فلا بد من الردع بطريقة او بأخرى.