تواصل الدراجات النارية ثلاثية العجلات إثارة الفوضى والمشاكل، أينما حلت، خاصة في المناطق الحضرية. وقد تسبب هذا النوع من الدراجات في ارتفاع عدد حوادث السير، والازدحام، ناهيك عن المخالفات، بالنظر إلى قيادتها بدون رخصة أو تأمين. واندلع، في بداية الشهر، جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر مقطع فيديو لمواطن تعرض لحادث تسببت في إحدى هذه الدراجات، حيث أكد هذا المواطن أن تأمين هذه الدراجة النارية لا يغطي المسؤولية المدنية لسائقها لأنه لا يملك رخصة سياقة. ففي حالة وقوع حادثة سير، فلن يكون هناك أي تعويض عن الخسائر التي يتسبب فيها سائقو هذه الدراجات ثلاثية العجلات. وأمام هذا الوضع، سارعت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، إلى إصدار بيان أكدت فيه أن عدم التوفر على رخصة سياقة الدراجات ثلاثية العجلات يصنف كمخالفات يعاقب عليها القانون. وفي هذا الإطار، وباشرت السلطات الأمنية حملة وطنية بمختلف ربوع المملكة، تستهدف سائقي الدراجات النارية العادية والدراجات ثلاثية العجلات، طوال الأسبوع الأخير، أسفرت عن تحرير عشرات المخالفات في حق غير الحاصلين على رخصة السياقة. واستهدفت الدوريات الأمنية، الدراجات النارية العادية التي لا يتوفر أصحابها على رخصة السياقة من صنف "أ.م" (AM)، تبعا للتعديل الأخير الذي همّ مدونة السير على الطرق. ويشير التعديل المذكور إلى أن أي دراجة مزودة بمحرك لا تتعدى أسطوانتها خمسين سنتيمترا مكعبا، ولا تتجاوز سرعتها خمسين كيلومترا في الساعة، يجب على صاحبها التقدم لاجتياز امتحان الحصول على رخصة السياقة، ويتعلق الأمر بالقاصرين المتراوحة أعمارهم بين 14 وأقل من 18 سنة. وتنص المادة السابعة من المدونة تشير على أن رخصة السياقة (أ.م) تتيح لصاحبها سياقة دراجة مزودة بمحرك، أو دراجة رباعية العجلات خفيفة بمحرك. أما المادة الثامنة من ذات المدونة فتشير بوضوح إلى أن رخصة السياقة من صنف B أو صنف A1 تقبل أيضا بالنسبة إلى رخصة من نوع AM، وان الدراجات النارية العادية ذات عجلتين أقل من 50 سنتيمترا مكعبا في الأسطوانة تساق برخصة السياقة من نوع AM. كل هذا منصوص عليه في التعديل الأخير من مدونة السير، لكن الوزارة الوصية، أو بالأحرى الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، لم تصدر إلى حد الساعة المرسوم التطبيقي لتفعيل إجراء الامتحان الخاص باجتياز رخصة السياقة من هذا النوع. وأشار التعديل الأخير بوضوح إلى أن الدراجة النارية التي لديها عجلتان تعرف بأنها مركبة، وهذه الأخيرة يقصد بها كل وسيلة نقل لها عجلتان على الأقل وتسير على الطريق العمومية بواسطة قوتها الآلية أو قوة خارجية. اما الدراجة ثلاثية العجلات فلا يقصد بها التريبورتور، بل كل مركبة لها ثلاث عجلات، يتم دفعها أو تسير فقط بواسطة الطاقة العضلية للسائق، وبخصوص التريبورتور فهي دراجة ثلاثية العجلات مزودة بمحرك، ويجب ألا يتعدى وزنها فارغة ألف كيلوغرام..