حتى قبل إصدارها، أصبحت مذكرات مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون على رأس المبيعات على أمازون، في الوقت الذي تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب بشكل عاجل منع نشرها المقرر يوم 23 يونيو الجاري عن طريق المحاكم. واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون؛ بالخيانة، وذلك قبل أيام قليلة من نشر مذكرات بولتون بعنوان «ذكريات عن البيت الأبيض»، وسط تحركات عاجلة من ترامب والحكومة الأمريكية (ممثلة في وزارة العدل) لمنع نشر مذكرات بولتون، بحجة تضمنها معلومات سرية عن الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض. وقدمت وزارة العدل الأمريكية طلبًا طارئًا تدعو فيه إلى إصدار أمر تقييدي مؤقت لمنع نشر مذكرات جون بولتون؛ بحجة أن الكتاب سيضر بالأمن القومي للولايات المتحدة، وتم تقديم الطلب في محكمة اتحادية بواشنطن. وطالبت الوزارة بعقد جلسة استماع، غدًا الجمعة، ومن المقرر نشر الكتاب الأسبوع المقبل، رغم أنه تم نشر مقتطفات منه بالفعل، وأجرى بولتون مقابلة ستنشر يوم الأحد. وتقول دار نشر «سيمون وشوستر» إن مستشار ترامب للأمن القومي السابق انتقد في كتابه بشدة سياسة ترامب الخارجية. ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، أبلغ ترامب إدارته أنه سيمنع نشر كتاب بولتون. وقال موقع " 20 دقيقة" الفرنسي، إن الأوراق المهمة من كتاب "في الغرفة حيث حدث ذلك"، نشرت يوم الأربعاء في نيويورك تايمز وواشنطن بوست ووول ستريت جورنال، وقد دوّن فيها الصقر ذو الشوارب الذي كان مستشار ترامب للأمن القومي مذكراته بالبيت الأبيض، ورسم صورة مدمرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حاول تسخير السياسة الخارجية الأميركية لخدمة مصالحه الشخصية وإعادة انتخابه. وقال بولتون إن الديمقراطيين كانوا "مهووسين" بالقضية الأوكرانية، ولو أنهم -حسب رأيه- وضعوا في الاعتبار سياسة ترامب الخارجية بشكل عام أثناء إجراءات عزله لكانت النتيجة "ربما مختلفة كثيرا"، إلا أنه مع ذلك رفض الإدلاء بشهادته في مجلس النواب، مفضلا -حسب منتقديه- حماية عقد بملايين الدولارات لمذكراته. واختار الموقع الفرنسي خمسة مقتطفات من المذكرات قال إنها الأكثر إثارة فيما يتعلق بترامب، ولخصها كما يلي: طلب مساعدة الصين في الانتخابات قال المستشار السابق إن ترامب قام، على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا، "بتحويل" المحادثة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ "نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة"، محاولا مع شي "أن يعمل لضمان فوزه". وفي هذا الاجتماع الذي عقد في يونيو 2019، "شدد الرئيس -حسب بولتون- على أهمية المزارعين وعلى أن زيادة المشتريات الصينية من فول الصويا والقمح ستكون لها نتيجة جيدة على الانتخابات" في الولايات الأميركية الريفية. تفضيلات للمستبدين وحسب ما اطلع عليه موقع ديلي ميل البريطاني، فإن بولتون ادعى أن ترامب دافع عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي لإبعاد الأضواء عن الكشف عن أن ابنته إيفانكا كانت تستخدم حساب بريد إلكترونيا خاصا بعثت من خلاله رسائل مهام حكومية إلى جهات عدة في الإدارة الأميركية، وهو ما كان ترامب نفسه يعيبه على منافسته في انتخبات 2016 الرئاسية هيلاري كلينتون. وحسب بولتون، فإن الرئيس ترامب أرسل بيانًا يدعم فيه محمد بن سلمان في أعقاب مقتل جمال خاشقجي إلى صحيفة واشنطن بوست لإلهاء الصحفيين عن تغطية استخدام إيفانكا ترامب البريد الإلكتروني الخاص بها في مسائل عامة. وفي السياق، اتهم بولتون الرئيس برفع العقوبات المفروضة على مجموعة الاتصالات الصينية "زد تي إي" كورقة مساومة للتفاوض على صفقة تجارية مع بكين. معسكرات الاعتقال في الصين وفي الوقت الذي يشجب فيه أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون المؤثرون الصين بلا كلل، عاد بولتون إلى اجتماع أوساكا عام 2019، ليقول إن ترامب "بحضور المترجمين الشفويين وحدهم استمع إلى شرح الرئيس الصيني لأسباب بنائه معسكرات اعتقال في شينغيانغ"، ووفقا للمترجم الأميركي -حسب بولتون- فإن "ترامب رأى أنه يجب أن تواصل الصين بناء هذه المعسكرات معتقدا أنها بالضبط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله". رئيس جاهل وفي تناغم مع كتاب مايكل وولف "النار والغضب"، تشير مذكرات جون بولتون إلى جهل الرئيس الأميركي الذي تقول إنه سأل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي هل المملكة المتحدة قوة نووية، كما سأل رئيس أركانه جون كيلي هل فنلندا جزء من روسيا؟ وقال بولتون إن تقديم معلومات عن الجغرافيا السياسية لترامب ليس أمرا مفيدا، لأن الرئيس "يقضي معظم وقته في الحديث بدلا من الاستماع". مسخرة للمستشارين وقال بولتون إن مسؤولي إدارة ترامب يتقلبون بين القلق العميق والسخرية، مشيرا إلى أنه تسرّب إلى علمه أثناء القمة التاريخية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عام 2018، أن وزير الخارجية مايك بومبيو كتب عن رئيسه "إنه لا يقول إلا السخافات". وبحسب ما ورد، قال بومبيو لاحقا إن مفاوضات ترامب مع كيم جونغ أون "ليست لديها فرصة للنجاح"، وقد طلب الرئيس الأميركي بعد ذلك من وزير خارجيته أن يقدم لكيم جونغ هدية كانت عبارة عن قرص "روكيت مان" موقعا من إلتون جون، لكن كيم جونغ أون تجاهل بومبيو خلال رحلته وفضل الذهاب لتفقد حقل للبطاطس، وبحسب بولتون فقد "ظل إعطاء هذا القرص المضغوط لكيم أولوية لدى ترامب لأشهر عدة".