أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية السيدة فلورانس بارلي، التي بدأت اليوم الخميس زيارة عمل للمملكة، أن فرنسا والمغرب يتقاسمان أهدافا مشتركة بشأن ليبيا والساحل. وقالت بارلي، في حديث لصحيفة (ماروك إيبدو) نشرته في عددها الأخير، "كما الأمر بالنسبة للساحل، فرنسا والمغرب يتقاسمان أهدافا مشتركة بشأن ليبيا. ووحده حل سياسي، وديمقراطي ومعترف به من طرف المجموعة الدولية، يمكنه إرساء السلام في ليبيا. وهذه الأهداف يجب أن تباشر في شموليتها لكي يكون بمقدور البلد الخروج من الأزمة ويستأنف الاستقرار''. واعتبرت بارلي أن انعكاسات الأزمة الليبية تشكل انشغالا مشتركا بالنسبة للمغرب وفرنسا. وقالت "إن القلق يهم في المقام الأول الوضع الإنساني واستقرار ليبيا، ولكن أيضا أمن شمال إفريقيا، وبطبيعة الحال الساحل"، محذرة من أن تقلبات السياق في ليبيا قد تغذي الإرهاب في منطقة الساحل. وأضافت أن "التدخل المتزايد لفاعلين خارجيين، الذين اتخذ بعضهم التزامات في برلين ليتخلوا عنها قبل أن يجف الحبر، يبعث كذلك على القلق الشديد"، مسجلة أن فرنسا دعت الأطراف إلى وقف إطلاق نار مستدام واستئناف المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة، التي يجب التنويه بعملها ودعمها. وبخصوص مؤتمر برلين، أبرزت الوزيرة أن فرنسا كانت تدعو دائما إلى مقاربة في الملف الليبي تشمل دول الجوار، ضمنها المغرب، الذي كان البلد المستضيف لاتفاق الصخيرات سنة 2015، و"فاعلا مهما" في الملف الليبي. وأشارت إلى أن رئيس الجمهورية الفرنسية كان يتباحث، بصفة منتظمة، مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول هذا الموضوع، وذلك خلال مباحثات هاتفية حول مؤتمر برلين. وفيما يتعلق بالوضعية في الساحل، أكدت بارلي أن "المغرب انخرط مبكرا في محاربة الإرهاب في المنطقة، وذلك بتعبئة خبرته وتقديم دعمه لدول المنطقة". وأعربت الوزيرة عن أسفها لكون دول الساحل (بوركينا فاسو، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والتشاد) تواجه رهانات عديدة، ضمنها توسع التهديد الإرهابي الذي يعتبر "الأكثر أهمية وقلقا"، مسجلة أن "هذه الهجمات الإرهابية تستدعي حتما تعزيز العمل العسكري دون أن تقتصر عليه". وأضافت أن المغرب "يتقاسم معنا نفس المعطى المتمثل في أن البعد الأمني ضروري ولكنه غير كاف في حد ذاته، لذلك فإن مشاركة المملكة في المنطقة تستجيب لثلاثية الأمن والتنمية البشرية والتكوين، وهو ما يعكس الرؤية التي تم تقديمها خلال قمة بو (13 يناير). وهذه المقاربة والتدابير تجعل من المغرب شريكا ي عتمد عليه وأساسيا في مكافحة الإرهاب، سواء بالنسبة لنا أو لبلدان الساحل''. وقالت إن هذه القمة، التي أعرب خلالها قادة دول مجموعة دول الساحل (جي 5)، بصفة واضحة، عن رغبتهم في مواصلة الانخراط العسكري لفرنسا في المنطقة، كانت حاسمة حيث مكنت من انخراط عدد أكبر من الشركاء، كما تميزت بالإعلان عن التحالف من أجل الساحل. وأوضحت أن هذا التحالف سيتمحور حول أربعة ركائز : الدعم العملياتي في مكافحة المجموعات الإرهابية المسلحة، وتعزيز قدرات القوات المسلحة، ودعم رجوع الدولة من خلال دعم القوات الأمنية الداخلية، وتعزيز السلسلة الجنائية، والتنسيق بين فاعلي التنمية. وأكدت أن هذه الجهود سترتكز في المنطقة المعروفة باسم "الحدود الثلاثية" بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مبرزة أن فرنسا ستنشر قريبا قرابة 5.100 عسكريا داخل "عملية برخان". وخلصت بارلي إلى التأكيد على أن المغرب ليس له فقط دور أساسي للاضطلاع به في الساحل، لكنه يتوفر أيضا على خبرة مشهود بها.