علم أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالرباط يوم الخميس 5 دجنبر الجاري، في زيارة رسمية هي الأولى له إلى المغرب منذ تعيينه في المنصب. وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد أعلن عن هذه الزيارة خلال ندوة صحافية عقدها الثلاثاء الماضي بواشنطن، حيث وصف المغرب ب "أحد أقوى شركاء" الولاياتالمتحدة في المنطقة. وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي، "أتطلع الى استعراض الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية بين بلدينا ومناقشة مجالات التعاون المستقبلية". وتأتي زيارة بومبيو ضمن جولة إقيمية، إذ سيتوجه إلى المغرب بعد مشاركته الى جانب الرئيس دونالد ترامب في قمة حلف شمال الإطلسي الناتو في لندن، ثم سيتوجه بعد ذلك إلى لشبونة. وكان وزير الخارجية الأمريكي، الذي ترأس الشهر الماضي بواشنطن الى جانب نظيره المغربي ناصر بوريطة، الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي المغرب - الولاياتالمتحدة، قد أبرز الدور القيادي لجلالة الملك محمد السادس في مجال "الدفع بأجندة إصلاح جريئة وبعيدة المدى خلال العقدين الماضيين". وأعربت الولاياتالمتحدة، في البيان المشترك الذي توج أشغال هذه الدورة، عن تقديرها "للدعم القيم والموصول الذي يقدمه جلالة الملك في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل السلام في الشرق الأوسط، والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وكذلك الأمن الإقليمي". وجدد البلدان أيضا التزامهما ب"توطيد الشراكة الاقتصادية وتطوير طرق مبتكرة للاستفادة على نحو أمثل من اتفاق التبادل الحر" المبرم بينهما. كما أكد بومبيو وبوريطة، بهذه المناسبة، التزامهما بالعلاقات العريقة القائمة بين الولاياتالمتحدة والمغرب والتي يعود تاريخها إلى معاهدة السلام والصداقة المبرمة سنة 1787. وتشمل الشراكة الاستثنائية بين البلدين العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية إلى جانب التعاون الثقافي والعلمي والتقني، فضلا عن المجال الأمني. ويجد هذا التعاون الواسع النطاق أساسه في العلاقات الثنائية العريقة التي يرجع تاريخها إلى سنة 1786، عندما صادق الكونغرس الأمريكي على معاهدة السلام والصداقة بين الولاياتالمتحدة والمغرب. ومع توالي السنين، نمت هذه الشرعية التاريخية باطراد كما تم إعطاؤها زخما قويا، بشكل خاص، منذ إبرام اتفاق التبادل الحر سنة 2006 وإطلاق الحوار الاستراتيجي سنة 2012. ومن خلال هذا الإطار المتين للتعاون، يعمل البلدان الصديقان والحليفان، بشكل حثيث ووفق مقاربة ترتكز على التشاور الدائم، على توطيد التعاون القائم على المصالح المشتركة وتحقيق التنمية والحفاظ على السلم والأمن. ومنذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، مافتئ جلالة الملك محمد السادس يعمل بمعية الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين على توطيد العلاقات الثنائية والارتقاء بمستوى الشراكة الاستراتيجية المغربية -الأمريكية. وتعكس كثافة التبادلات بين البلدين على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، وكذا توسيع نطاق العلاقات لتشمل قضايا السلام والتنمية في العالم العربي وإفريقيا، الأهمية الكبرى التي يحظى بها المغرب من لدن واشنطن، ومكانة ودور جلالة الملك الريادي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو الدور الذي يحظى على الدوام بتقدير كبير من قبل الولاياتالمتحدة.