حين توقف قطار تحرير العالم العربي من الدكتاتوريات في محطة طرابلس الغرب يوم الأحد الماضي، ونزل ركابه الثوار للسيطرة على العاصمة، تعرفوا في اليوم التالي إلى ما كان محجوبا عنهم وراء ستار حديدي من التعتيم القذافي طوال 42 سنة، ومنه منزل الابنة الوحيدة للعقيد الهارب من عدالة شعبه هذه الأيام. منزل كاللوحة وجد الليبيون أن "منزل" عائشة القذافي هو كلوحة امرأة بوجهين، الشهيرة لبيكاسو، فهو يبدو بسيطا من الخارج في حي بن عاشور بوسط طرابلس، كما ظهر من فيديو . وفيه ليبيون يتراكضون متلهفين وفرحين لدخوله ويهتفون ويطلقون رصاص الابتهاج، لكننا نراهم مندهشين وهم عند مدخله وقد حمل بعضهم بعض الأغراض الخفيفة للذكرى.
أما من الداخل، فالبيت قصر فرعوني وأكثر، لذلك فلقب "كلاوديا شيفر ليبيا" الذي كانوا يطلقونه على الفتاة التي سماها العقيد على اسم والدته لشبهها بعض الشيء بعارضة الأزياء الألمانية، هو قليل عليها، ولا يناسبها إلا لقب "كليوباترا ليبيا" على الأقل، وتؤكد ذلك صورتان من مجموعة التقطها مصور بريطاني اسمه جاك هيل، من دون أن يقصد القصر بحد ذاته، بل كانت صور من جولة قام بها هنا وهناك في العاصمة الليبية.
أين اختفت الابنة المدللة بكنوزها ؟ والأهم هي صورة كنبة تصدرت الصالون الداخلي بالقصر، ونراها مطلية بالذهب، وبدت كمسند للجلوس على ظهر حورية وجهها هو وجه عائشة القذافي نفسها، ولا نعرف من نحت لها التمثال، لكن يبدو أنه فنان إيطالي، لأن "كليوباترا ليبيا" كانت تعشق روما، والعيش لم يكن يهنأ لها إن لم تزرها 3 أو 4 مرات بالعام، وفق ما يكتبون، حيث كانت تتبضع وتشتري أفخر ما تشتهيه..
مسبح ولا في الأحلام وفي الصورة الثانية، نرى مسبحا داخل القصر يبدو أنه مطل على حديقة ربما كان فيها مسبح آخر أيضا. وتحف بالمسبح الرخامي ستائر بنية اللون تناسب لون سطحه الخشبي. وفيه نرى ألعابا للأطفال متروكة وهي طافية على الماء، كما وكأنه مسبح خاص للصغار، لأن عائشة القذافي البالغ عمرها 35 سنة متزوجة وأم لأبناء لا يعرف الليبيون عددهم، وهم من زوجها الذي اختاره لها والدها حين أتمت العشرين، وهو أحمد القذافي القحصي.
وكان القحصي ضابطا في فرقة بالجيش خاصة، ولا ندري إلى ماذا تمت ترقيته بعد زواجه من عائشة التي تحمل رتبة فريق بالجيش أيضا، وعائلته هي من فرع عائلة العقيد نفسه في قبيلة القذاذفة، أي القحوص.
وقلة من المقربين تعرف إلى أين فرت عائشة القذافي مع زوجها وأولادها الأحد الماضي، والذين دخلوا قصرها لم يجدوا ما يحملونه معهم سوى أغراض صغيرة للذكرى، كأحدهم رأيناه في احد الفيديوهات وهو يتأبط جهاز راديو.. إلى أين فرت "كليوباترا ليبيا"، وكم حملت معها من كنز خف وزنه وغلا ثمنه؟.