اعتبر المحلل الجنوب الإفريقي المرموق، بيتر فابريسيوس، أن الاعتماد الرسمي للسفير المغربي في بريتوريا، يوسف العمراني، يصب في تحقيق تقارب "ضروري" لقيام اندماج إفريقي. وقال فابريسيوس، إن "لدى المغرب وجنوب إفريقيا الكثير لتقديمه للقارة الإفريقية". وأضاف أن البلدين هما أول مستثمرين في إفريقيا من بين بلدان القارة، وأكبر مركزين اقتصاديين بها، مؤكدا أن هذا الأمر سيمكن البلدين من الاضطلاع بدور رائد في المسار الراهن للاندماج الإفريقي. كما أشار إلى أن الأسس القوية التي يرتكز عليها اقتصادا البلدين، وأهميتهما في المعادلات الدولية، تمكنهما من تعزيز التبادل التجاري بين البلدان الإفريقية وتشجيع الاستثمارات المدرة لفرص الشغل، مؤكدا أن منطقة التبادل الحر القارية ستستفيد بشكل كبير من مساهمة البلدين لتحقيق رخاء مشترك بين دول القارة. وقال المحلل إن جنوب إفريقيا "ستستفيد كثيرا من تطوير علاقاتها مع المغرب". وفي معرض إشارته إلى الصفقات التي تمت مؤخرا بين البلدين، نوه السيد فابريسيوس إلى أن المغرب يعد البوابة الشمالية لإفريقيا بامتياز، مثلما تعتبر بريتوريا بوابتها على النصف الجنوبي للقارة. وأكد أن الوقت قد حان للشروع في تطوير علاقات اقتصادية أكثر قوة بين البلدين، لما فيه خير شعبيهما وعموم القارة، التي هي في حاجة للإضافة التي بوسع البلدين تقديمها. وكان السيد يوسف العمراني قد قدم أوراق اعتماده لرئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، كسفير مفوض فوق العادة لصاحب الجلالة لدى هذا البلد. وأكد العمراني بهذه المناسبة، قناعته بأن التقارب بين المغرب وجنوب إفريقيا سيكون مفيدا ليس فقط بالنسبة للبلدين، ولكن أيضا من أجل النهوض بإفريقيا أكثر ازدهارا، والتي تخطو خطوات ثابتة على درب الإقلاع.