تشهد إيطاليا يوما حاسما في المفاوضات الجارية بين حركة خمس نجوم و الحزب الديمقراطي والتي قد تتوج بالنجاح في تشكيل حكومة جديدة تغير المشهد السياسي للبلاد أو بإعلن رئيس الجمهورية إجراء انتخابات مبكرة. و انطلقت صباح اليوم الأربعاء المحادثات بين وفدي الحركة المعارضة المؤسسات والحزب الديمقراطي / يسار الوسط/ حول البرنامج المشترك و توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة وسط ترقب بما ستسفر عنه في الساعات القادمة مفاوضات تتأرجح بين الفشل والنجاح . وبحسب محللين سياسيين فإن الحزب الديمقراطي يقبل بتولي جوزيبي كونتي رئاسة الحكومة الجديدة بعدما رفضه في السابق، لكن يشترط الحصول على حقائب الداخلية و العدل والاقتصاد والخارجية، غير أن النقاش محتدم بشأن منصب وزير الداخلية و من سيتسلم هذه الحقيبة. و بالرغم من اتفاق الحزبين على خفض عدد النواب من نحو 950 نائبا إلى 600 نائب، وعلى وضع برنامج اقتصادي يضع في صلب أولوياته محاربة الفقر والحفاظ على البيئة، إلا أن الخلافات كبيرة الموجودة داخل حركة الخمس نجوم المعارضة للمؤسسات قد تغير مجرى المفاوضات. و اشترط زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو تولي منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة وهو ما قد يهدد المفاوضات. كما عرضت الحركة اليوم مقترح اتفاقها مع الحزب الديمقراطي للتصويت عبر منصتها الإلكترونية روسو. و يسعى الحزبان إلى تشكيل ائتلاف الحكومي إثر انهيار الائتلاف الذي كان قائما بين الحركة وحزب الرابطة ، وذلك بعدما كانا قبل بضعة أسابيع ألد الأعداء. و التقى زينغاريتي ودي مايو وكونتي مساء أمس وانتهى اجتماعهم بعد أربع ساعات بدون أن يزيل الشكوك حول الحكومة الجديدة. و لم يتمكنوا خلال اجتماعهم من الاتفاق على برنامج عمل الحكومة ولا على مشروع قانون مالي لعام 2020. و في حال أخفق الحزب الديمقراطي وحركة خمس نجوم في التوصل الى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي ، يمكن لرئيس الجمهوررية سيرجيو ماتاريلا أن يطلب تشكيل حكومة تكنوقراط لفترة قصيرة أو الدعوة الى انتخابات مبكرة قبل موعدها المقرر بأكثر من ثلاث سنوات. و ينتظر أن يستأنف رئيس الجمهورية في وقت لاحق اليوم المشاورات مع زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو و رئيس الحزب الديمقراطي نيكولا زينغاريتي و رئيس الحكومة المنتهية ولايته جوزيبي كونتي لإصدار القرار النهائي. و بحسب وسائل إعلام إيطالية فإن المفاوضات الجارية يمكن أن تغير المشهد السياسي في البلاد بشكل جدري، معتبرة أن "لحظة الحقيقة لن تبدأ إلا اليوم ، عندما يعلن الشريكان الحكوميان المحتملان ، زينغاريتي ودي دي مايو في القصر الرئاسي للجمهورية عن تحالفهما .