مر حدث إعلان توأمة مدينة بوجدور بالأقاليم الجنوبية للملكة المغربية بمدينة لازيو، بمنطقة بريشيا الإيطالية، في صمت رغم أهميته التي لا تخفى على أحد. وقد تميز اللقاء بين عمدة لازيو، أنطونيو جيورجيو، ورئيس المجلس البلدي لبوجدور، عبد العزيز أبا، بعدة إشارات ذات دلالات قوية. تتمثل الإشارة الأولى في الحضور المكثف والهام لأعضاء مجلسي المدينتين المغربية والإيطالية إلى جانب رجال أعمال من إيطاليا رافقوا عمدة لازيو في زيارته للأقاليم الجنوبية، في أفق تعزيز التعاون والتبادل على مختلف الأصعدة بين بوجدور وبريشيا.
الإشارة الثانية التي حملتها الزيارة تعبير جيورجيو عن إعجابه بمظاهر التنمية التي تعرفها الأقاليم الصحراوية ، معلنا بالمناسبة أن مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، جدِّي ويشكل سابقة في العالم العربي.
الإشارة الثالثة التي حفل بها هذا اللقاء المغربي الإيطالي في الصحراء، إعلان عمدة لازيو، في حفل رسمي، عن قرار لجنة المجلس منح شهادة "مواطن فخري" للمناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي لم يتردد في الإعلان عن تأييده بتطبيق الحكم الذاتي في الصحراء كمخرج وحيد للوضع في المنطقة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه المبادرة تعتبر سابقة في إيطاليا، كما أنها جاءت تتويجا للجهود التي ما فتىء يبذلها المواطنون المغاربة المقيمون في الديار الإيطالية بهدف مواجهة مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، ومنها على الخصوص مساعي الانفصاليين بجر أعضاء المجالس البلدية بهذا البلد الأوربي، وتوهيمهم بوجود "أقاليم محررة" في الصحراء، وبالتالي التوقيع على عمليات توأمة بين بعض المدن الإيطالية ومدن لا توجد إلا في مخيلة دعاة الانفصال.
وتبقى الإشارة الرابعة أو الصفعة المدوية تلك التي تلقتها "الناشطة" الانفصالية، أميناتو حيدر، حين تصدى المغاربة لمحاولة بلدية سيستو فيورونتينا بمنطقة توسكان منح شهادة "مواطنة فخرية" ل"الناشطة" المذكورة.
وهكذا تتوالي الصفعات تلو الأخرى التي يتلقاها الانفصاليون، والتابعون لهم، في كل مكان حيث تنفضح أكاذيبهم وافتراءاتهم لجلب الاهتمام إليهم بدعوى أنهم يطالبون بتقرير المصير في الصحراء. وهي أسطوانة تستخدمها جماعة "البوليساريو" هنا وهناك علَّها تجد من يستمع إليها. ومن شأن التوأمة المعلنة بين مدينة بوجدور ومدينة لازيو أن تعطي دفعة للتعاون الجهوي بين سائر الجهات في المغرب وإيطاليا في مختلف الميادين، إلى جانب تعزيز العلاقات بين سكان المدينتين والجهتين .