للأسبوع 11 على التوالي، خرج ملايين الجزائريين إلى الشوارع، أمس الجمعة، لقول كلمتهم والرد على تطورات الأزمة السياسية، فلم تنجح أوراق السلطة في محاولات خنق الحراك الشعبي وعرقلته وحبس أنفاسه. السلطة التي تراهن على تعب الشعب مع طول الأزمة يبدو أن توقعاتها ليست في محلها، أمام إصرار الجزائريين. فإلى حد الساعة لم تكن تنازلات النظام مقنعة للشعب، فلم يسكته إلغاء الخامسة، ولا استقالة بوتفليقة، بل ولا حتى الزج بأشهر رجال الأعمال في سجن الحراش، فوجود بن صالح في المرادية وبدوي في قصر الدكتور السعدان يزيد من غضب الجزائريين الذين يتأكدون أسبوعا بعد آخر أن السلطة تبحث عن إطالة عمر الأزمة وترتيب أوراقها، للالتفاف على الحراك بثورة مضادة. وكان الناشط السياسي مصطفى بوشاشي قد أكد من قلب المسيرة أنه "يجب أن يكون لدينا الصبر، فالكثير يسألونني إلى متى؟ وما نقوله هو يجب ان نبقى صابرين، فالنظام الذي خرب هذه البلاد وسرق أموال الشعب وأذلنا وسيّر البلاد بالهاتف لأزيد من 20 سنة، يجب ان نصبر معه ..". وأكد بوشاشي أن: "الثورة بطريقتنا السلمية دون تكسير أو شتم هو شيء عظيم، لقد أعطينا درسا للعالم ويجب ان نحافظ عليه، هذه الثورة السلمية مسؤوليتنا جميعا، يجب أن نحافظ عليها ولا يجب ان نتوقف في وسط الطريق". ومع حلول شهر رمضان، تأمل السلطة في انشغال الشعب أو أكثر فئاته بهذا الموسم الذي يحظى باهتمام خاص لدى الجزائريين، بعيدا عن السياسة وتغيير النظام، ما يتيح لها تمرير مشروع الانتخابات الرئاسية في الرابع من يوليوز المقبل. ولعل الشعب فهم هذه "اللعبة"، فردد في مسيرات أمس، "مراناش حابسين وفي رمضان خارجين" (لن نتوقف وسنخرج في شهر رمضان)، كدليل قاطع على تصميمهم، مواصلة الاحتجاجات إلى غاية رحيل جميع رموز النظام السابق بالكامل. والمسؤولية الآن تقع على شباب الحراك لا سيما الطلبة، في منح نفس إضافي للثورة وتطوير أشكالها لضمان بقائها في رمضان واستمرارها حتى تحقق مطالب الشعب الجزائري. فأمام أنفاس "السلمية"، لا تتوقف السلطة التي تسعى إلى الحفاظ على وجودها باستخدام الوصفات نفسها التي استخدمها بوتفليقة للسيطرة على الجزائر. عن موقع "كل شيء عن الجزائر" بتصرف