فاعلون دبلوماسيون ومدنيون التأموا، أمس الجمعة بفاس ، في إطار المؤتمر الدولي الثالث حول موضوع "دور الأمن الروحي والقومي في تكريس الديمقراطية"، بالمجهودات التي ما فتئ يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في سبيل إحلال السلام وإشاعة التسامح بين الدول ونبذ العنف والتطرف. وسجل المشاركون في المؤتمر الذي تنظمه (جمعية سفراء السلام والتنمية المستدامة) بتعاون مع (مركز صناع التغيير للتنمية والتطوير) بالأردن ، تحت شعار "من أجل السلام والتسامح والتعايش الإنساني"، أن هذه الجهود الملكية السلمية تتجسد في مناسبات عدة، آخرها مناسبة الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس للمغرب نهاية شهر مارس الماضي. ونوه خالد فتح الرحمان سفير السودان بالمغرب في حفل افتتاح المؤتمر الذي يستمر يومين، بمساعي جلالة الملك لإشاعة السلم والسلام بين مختلف الشعوب، مضيفا في كلمة مركزة أن "الشعوب في حاجة اليوم إلى التسامح والدبلوماسية بعد تصاعد موجات خطابات العنف والكراهية والتطرف والإرهاب في مناطق مختلفة من العالم". وأضاف فتح الرحمن أن "الظرفية الحالية تستدعي دبلوماسية فعلية لترسيخ قيم ومبادئ التسامح والإخاء بين الشعوب والحضارات"، داعيا إلى ضرورة التفاعل مع المبادرات التي تنشد التعايش، ورسم إطار ناظم لدبلوماسية التسامح، واعتماد منهج التلاقح الفكري والثقافي. وعبر المشاركون في المؤتمر الدولي عن أملهم في إحلال السلم والتسامح في جميع الأوطان، مشددين على أن "لا استثمارات ولا بناء حضارات بدون سلام". وأثنوا على مدينة فاس كعاصمة علمية للمملكة وأنشأت فيها أول جامعة في العالم (جامع القرويين) التي تخرج منها علماء كبار ساهموا في نشر رسالة العلم والتسامح ونبذ العنف، مؤكدين أن هذه المدينة لعبت دورا تاريخيا مهما في نشر قيم التعايش الحضاري والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف. وناقش المشاركون في المؤتمر الدولي الذي تحضره وفود بلدان عربية عدة، مواضيع منها دور المرأة في محاربة التطرف والغلو في الدين، والأمن الروحي بالمغرب، وجهود المغرب في تأطير وهيكلة الحقل الديني تحقيقا للتعايش الحضاري ونشر الأمن الروحي، والديمقراطية في العالم العربي، بالإضافة إلى عرض تجارب من دول عربية وإسلامية.