وضع 37 خبريا دوليا نظاما غذائيا جديدا يتطلب خفض استهلاك اللحوم الحمراء والسكر إلى النصف، ومضاعفة الخضراوات والفاكهة والبقول والمكسرات. النظام الغذائي الجديد، الذي يحمل اسم "الحمية الصحية الكوكبية"، ليس مخصصاً للكائنات الفضائية، إنما للبشر الذي سينتفعون من فوائده وينقذون الكوكب. ويعتمد النظام الأول من نوعه، العلمَ في تحليل الحِمية السيئة التي يتناولها مليارات البشر، وكيف تكبّد البيئةَ والمناخَ خسائر باهظة تهدد الأجيال القادمة وتلوّح بشبح الحرب. كل ما في الأمر هو اقتطاع كميات كبيرة من اللحم الأحمر المستهلك بالدول الغربية، إلى جانب تغييرات جذرية في البقع الأخرى من العالم، فقط لا غير! وتم إنشاء "الحمية الصحية الكوكبية" من قِبل لجنة دولية تسعى إلى وضع مبادئ توجيهية توفر الغذاء المغذي لعدد السكان المتنامي بكثرة. وبدأت اللجنة التي تحمل اسم "EAT-Lancet Commission"، تقريرها بالتحذير التالي: "الأطفال الآن سوف يرثون الأرض وهي متدهورة بشكل بالغ وسكانها يعانون سوء التغذية وأمراضاً من الممكن تجنُّبها". وتعرّف اللجنة نفسها بأنها شركة ناشئة عالمية غير ربحية، مكرسة لتحويل نظامنا الغذائي العالمي من خلال "العلوم السليمة والشراكات الجديدة". وخلصت إلى أن النظام الغذائي الجديد يتطلب خفض استهلاك اللحوم الحمراء والسكر إلى النصف، في حين تجب مضاعفة الخضراوات والفاكهة والبقول والمكسرات. لكن في أماكن محددة تكون التغييرات صارخة، إذ يحتاج سكان أمريكا الشمالية أكل لحوم حمراء أقل بنسبة 84%، مع زيادة الحبوب كالفاصوليا والعدس ب6 مرات. بالنسبة إلى الأوروبيين، فإن تناول نسبة 77% من اللحوم الحمراء و15 مرةً أكثر من المكسرات والبذور يتوافق مع الإرشادات. والنظام الغذائي الكوكبي المقترح هو نتاج مشروع استغرق 3 سنوات، بتكليف من دورية "لانسيت" الصحية، وشارك فيه 37 متخصصاً من 16 دولة. وقال وولتر ويليت، من جامعة هارفارد في الولاياتالمتحدة: "أكثر من 800 مليون شخص لا يتناولون غذاء كافياً، في حين يستهلك كثيرون نظاماً غذائياً غير صحي يسهم في الوفاة المبكرة والمرض". وأضاف وولتر ويليت: "إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك، فمن الأفضل أن نحاول الاقتراب منه قدر الإمكان". وبحلول عام 2050، يتوقع العلماء أن يصبح عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة. يتمحور الهم الأكبر حول تأمين الغذاء المستدام والصحي لهذا العدد الهائل. يفترض تقرير Eat-Lancet أن نظام الغذاء العالمي مختلٌّ. ومن الأرقام المذكورة وحدها يظهر الخلل جلياً: فهناك أكثر من ملياري شخص يعانون سوء التغذية، ونحو مليار يعانون الجوع، في حين أن 2.1 مليار بالغ يعانون زيادة الوزن أو السمنة. وتشير الدراسة إلى أن "النظم الغذائية غير الصحية" هي "أكبر عبء عالمي للمرض"، وتشكل خطراً أكبر من "الجنس غير الآمن والكحول والمخدرات وتعاطي التبغ معاً". يعتمد النظام بشكل كبير على حِمية البحر المتوسط، ولكن بمخصصات أقل من البيض واللحوم والأسماك، وتقريباً انعدام السكر. وهذا مااقترحته صحيفة The Guardian للأيام الثلاثة الأولى: الإثنين: الإفطار: عصيدة من الشوفان مصنوعة من المياه وليس الحليب، مع ملعقة عسل عليها بعض المكسرات أو الحبوب + حصة واحدة من فاكهة. كوب من الشاي أو القهوة مع حليب. الغذاء: سلطة الشمر مع أفوكادو وسبانخ وبروكلي مع جبنة الفيتا والخردل وزيت نباتي. إلى جانبها شريحة واحدة من الخبز الأسمر، بالإضافة إلى كوب من اللبن الرائب مع حفنة من التوت. العشاء: ملفوف مشوي مع أرز بالعدس. أما الوجبات الخفيفة: كعك الأرز بلا سر وملعقة من زبدة الفستق. الثلاثاء: الإفطار: بيضتان وقطعتا توست من الحبوب الكاملة وبعض الزبدة. كوب من الشاي أو القهوة مع بعض الحليب. الغذاء: الشعير أو غيره من حبوب الحبوب الكاملة، مع السمك المدخن والبذور (عباد الشمس وبذور اليقطين وبذور الشيا)، والفجل والكرفس والحمص والأعشاب والزيت وعصير الليمون. قطعة واحدة من الفاكهة. العشاء: قطعة بطاطا حلوة محمرة بالفرن مع بعض الصلصة والأفوكادو والفول الأسود والجبن المبروش. وجبات خفيفة: كوب صغير من الحمص المشوي. الأربعاء: الإفطار: قطعتا توست من الحبوب الكاملة، وحبّة موز مع بعض العسل، إلى جانب كوب من القهوة أو الشاي بالحليب. الغذاء: نودلز حارة مع التوفو والفجل والأوراق الخضراء وبيضة مشوية، يضاف إليها كوب من اللبن الرائب. العشاء: خضراوات مطهية بالبخار (بروكلي وجزر وغيرها) مع بعض اللبن الرائب وزيت الزيتون، وبعض الخضراوات الجذرية وبعض الحبوب المهروسة. وجبات خفيفة: حبوب متبّلة وبعض العيان المقرمشة المصنوعة من الفلفل المحمص. يعترف التقرير في نهايته بالتغيير الجذري الذي يطالب به وصعوبة تحقيقه.