نقل عبد النبي شعول، طالب قاعدي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، معتقل بسجن عين قادوس على خلفية مقتل عبد الرحيم الحسناوي طالب منظمة التجديد الطلابي، الخميس الماضي إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، في حالة صحية صعبة لإضرابه المفتوح عن الطعام، بعد يوم من مغادرة زميله زكرياء منهيش للمستشفى نفسه بعد أكثر من 9 أيام قضاها به. وأوضحت مصادر طلابية أن الحالة الصحية لعبد النبي تدهورت بشكل خطير بفعل "معركة الأمعاء الفارغة" التي يخوضها وزملاؤه عبد الوهاب الرمادي وياسين المسيح وهشام بولفت وبلقاسم بن عزة، تحت شعار "دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين… سيرا على درب الشهداء"، خاصة بعد إنهائه 25 يوما منها، ما أدى إلى إصابته بحالة إغماء تطلبت نقله إلى المستشفى المذكور لإنقاذ حياته. وتعذر إحضار هذا الطالب إلى محكمة الاستئناف بفاس، إذ كان منتظرا أن يحاكم و10 زملاء له اثنان منهم متابعان على خلفية مقتل الحسناوي، صباحا أمام غرفة الجنايات الاستئنافية في الملف الجنائي الاستئنافي رقم 18/14 بعدما أدينوا ابتدائيا ب6 أشهر حبسا نافذة و500 درهم غرامة لكل واحد منهم باستثناء بوبكر الهداري المبرأ على خلفية أحداث دامية أعقبت الدعوة لمقاطعة الامتحانات. وما زال عبد النبي وبولفت والمسيح والرمادي وبن عزة مصرون على الاستمرار في معركة "الأمعاء الفارغة" التي دخلوها في 10 غشت الماضي احتجاجا على ظروف اعتقالهم ومحاكمتهم، رغم حظوهم بزيارات متتالية لمسؤولين قضائيين وحقوقيين، بالسجن للاطمئنان على حالتهم الصحية ومعرفة أسباب إضرابهم المفتوح عن الطعام ومحاولة إقناعهم بالعدول عن هذه الخطوة الاحتجاجية. وزارت اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بفاس، هؤلاء الطلبة المعتقلين 3 مرات آخرها الثلاثاء الماضي، مقابل زيارة واحدة لممثلين عن فرع سايس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأخرى لنائب الوكيل العام بعد 5 أيام من دخولهم في الإضراب، إذ قدمت إليهم وعود بتلبية مطالبهم رأوا فيها "وعودا شفوية وديماغوجية لتكسير المعركة" مستغربين ما ورد في تقرير فرع سايس. واستنادا إلى التقرير الذي أعده فرع سايس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أصدر الفرع الجهوي بلاغا أخبر فيه بالآثار السلبية التي عاينها ممثلوه عن الطلبة المضربين عن الطعام، من حيث هزالة بنيتهم الجسدية، إذ "بدا الهزال وقد تمكن من بعضهم"، في ظل تشبثهم بضمان حقهم في متابعة الدراسة بالجامعة وفتح تحقيق في ظروف وملابسات وفاة مصطفى مزياني والإسراع بالمحاكمة. وقال تقرير طلابي إن الطلبة الخمسة المصرين على الإضراب يعانون مضاعفات خطيرة تهدد حياتهم وصحتهم، عكس زملائهم الثلاثة الذين أنهوا 20 يوما منه بينهم زكرياء منهيش الذي رقد بقسم الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني من 25 غشت إلى 3 شتنبر الجاري تحت حراسة مشددة بعدما تدهورت حالته الصحية وتقيئه بشكل دوري وتبوله الدم وانخفاض نسبة السكر في دمه بشكل خطير.