تكريسا لثقافة الاعتراف وعربون محبة وإخلاص إلتمّ جمهور غفير كان الواقفون أكثر من الجالسين بقاعة البلدية الفسيحة، ليشهدوا على لحظات خالدة تكرّم أحد الرموز الأدبية والإعلامية الغنية عن التعريف، التي نحثث اسمها بحروف بارزة في شتى المجالات والمواقف. أحد أبناء القنيطرة الأبرار الذي يعتبر من مشيدي الصرح الصحافي بجهة الغرب وأحد ألمع الأسماء التي رفعت لواء وكر اللقلاق ومرج حلالة، أستاذ حاصل على شهادة الماجستر في الآداب العربي ، فاعل جمعوي وناشط حقوقي بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان لجنة الرباطالقنيطرة، اشتغل بالصحافة سنوات طويلة، كان مديرا لجريدة القنطرة الغائبة الحاضرة التي ما تزال تأسر قلوب الكثير من ساكنة المدينة والتي كانت تُعنى بكل قضايا المدينة من بينها فئة المهمشين والمشردين أمثال؛ ستيتو، ليلي ، بري كوباع وغيرهم. مراسل بجريدة الاتحاد الاشتراكي،عضو تحرير جريدة النشرة صاحب عمود حديث المدينة بجريدة فضاء الحوار الجهوية بالقنيطرة.رئيس نادي الصحافة بالجهة، له مؤلف موسوم ب "مشنقة العار"، كتاب يوثق لتلك اللحظات الرهيبة التي شهدت إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، والتي كانت ترمي إلى استرخاص وذل المسلمين والعرب في يوم عظيم يوم عيد الأضحى. انه المناضل الشاعر والصحافي والفاعل الجمعوي حسن أيت بلا، حيث تكتنز كل القيم والخصال الحميدة، هو الرجل الكتوم الذي عُرف بمواقفه الجريئة وبعصاميته وجسارة سوط قلمه الذي لا يهاب أحدا ولا يتملق من أحد، تعرض لمحاولة اغتيال في سنوات التسعينات ومضايقات من جهات عدة وقف علقة في حلقها، وتعرض لمجموعة من المساومات والإغراءات خصوصا مايعرف بمكتب الاتصال الاسرائيلي عنما نشر تحقيقا خطيرا حول الذبابة البيضاء، كما يعتبر من بين الأسماء الأولى التي وقعت على إطلاق سراح الأسطورة نيلسون مانديلا عندما كان كاتبا عاما لنادي اليونسكو وحصل على لقب رسول السلام تسلمه من الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك خافيير بيريز ديكويلار.. وقد اسْتُهِلّ هذا الحفل التكريمي الذي نظمته المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بشراكة مع جمعية التواصل للفن المسرحي بالقنيطرة، بكلمة ألقاها رئيس الجمعية محمد بونطعة قدم من خلالها نبذة مقتضبة عن سيرة المحتفى به، وبعض خصال الرجل التي لا يعرفها إلا المقربون. أعقبها عرض لفلم بارشوك le parchek بطولة المحتفى به حسن أيت بلا وصديقه الشاعر محمد العصامي، اللذان أبانا عن جانب خفي، يتعلق الأمر بموهبة وملكة لا يعرفها الفن السابع. تجري أحداث الفلم في فضاء القنيطرة، حيث يتردد المحتفى به مادا جسور التواصل مع محيطه الذي يعشقه، مرفقا بقراءات تأملية وخواطر شعرية تشد آذان المستمع بلغتها الفصيحة وأسلوبها السلس الجزل. تلته وصلة موسيقية مع الفنانة الواعدة مريم بونطعة التي أتحفت الجمهور بأغانيها الغربية والشرقية، بالإضافة إلى تقديم عرض مسرحي يجسد في حوار مميز رمز المدينة/ اللقلاق والنبتة حلالة، من أداء طاقات شابة واعدة، في إطار التنوع الثقافي الفني الذي سعت إليه اللجنة المنظمة من أجل إبراز الكفاءات المحلية وخلق فرص للشباب للتعبير عن طموحاته ومواهبه. أما الفنان الفكاهي لمسيح القادم من مراكش فقد حرك أشجان الجمهور بنوادره ونكته الطريفة، وتفاعل مع الحضور بشكل ملفت ينم عن حفاوة وعطش ساكنة المدينة لمثل هذه التظاهرات الثقافية الفنية. وقد التأم أصدقاء حسن ومعارفه لمشاركته عرسه الاحتفائي، حيث أجمع كل المتدخلين على خصاله الحميدة ونضاله المتواصل ، وهذا ما ثمنه الجمهور الذي غصت به القاعة والذي شهد حضور أسماء وازنة في الساحة الثقافية والسياسية والجمعوية والصحفية حرك سكون القاعة بهتافاته وتصفيقاته. وقد ألقى كلمة بهذا المناسبة كل من نائب وزارة التربية الوطنية الذي أعتبر المحتفى به "رجل ونصف"، وذلك لأنه يجتمع فيه المربي والإداري والسياسي والنقابي والفنان والصحافي ومجموعة من المهام الأخرى، وبذلك فقد استحق اللقب المقتبس. كذلك ألقى المدير الجهوي للثقافة السيد محمد الصنور كلمة أعرب فيها عن شكره وامتنانه للجنة المنظمة وتحدث عن علاقته الوطيدة بالمكرم واعتبر أن هذا التكريم قليل في حق المحتفى به لأنه يستحق الأفضل والأسمى. وقد اختتمت سلسلة الشهادات بكلمة الصحفي محمد السليكيرئيس الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ليتم إعطاء الفرصة لأصدقاء حسن الشعراء على رأسهم محمد العصامي، وزجال حلالة عبد الرحمن فهمي أحد المساهمين في إنجاح هذا الحفل، والزجال عبد الخالق الوالي لإلقاء قصائد تحتفي بالمدينة وتحاكي المحتفى به. اختتم هذا التكريم في جو بهيج ولحظات حميمة، حيث ثم دعوة المحتفى به إلى المنصة لتلقيه الهدايا والتذكارات التي جلبه له أصدقاءه كعربون محبة وإخلاص، وكاعتراف بمسار حافل من العمل الجمعوي والصحفي والتربوي. وتمّ كذلك تقديم الجوائز للناشئة، والإعلان عن نتائج جائزة حسن أيت بلا للمقالة الصحفية لفائدة تلاميذ الثانويات بالمدينة، على أنغام عازف الكمان عادل المايسترو الذي شنف أسماع الحضور بعزفه الرائق.