* إن توارد الأفكار ليس بأمر صعب عندما تكون عالقاً في وسط زحمة السير، أو تسير وسط شارع مزدحم، فتجد أن الأفكار تنبثق وتنطلق في رأسك. وفي الأغلب فإنك تحتفظ بهذه الأفكار وتبقيها هناك أي في رأسك. هذا ما قاله جورج زيسيادس، مؤسس مهرجان الأفلام غير المثالية “Imperfect Film Festival”، الذي يطمح إلى تزايد عدد الأشخاص العاملين في المجال الذي يحبّونه فعلاً. هكذا عرض زيسيادس وجهة نظره مؤخراً في سان فرانسيسكو وتحديدًا في مساحة العمل المشتركة باريسوما من أجل الصباح المبتكر أو “Creative Mornings”، وهو عبارة عن سلسلة نقاشات تعقد شهرياً حول العالم. لقد عرض هذه النصائح والتي يمكن أن تساعد الصحفيين المبادِرين في التغلّب على مشاكل التفكير خارج إطار الواجبات الآنية والمواعيد النهائية: اكتب هذه الأفكار “هذا الأمر غير قابل للتفاوض” كما يقول، ولقد جعل الحاضرين يشاهدون إحدى الصفحات في دفتر الملاحظات الخاص به والمزدحم بالأفكار العشوائية. إن الكتابة على الورق جيدة جداً لأنها “تمنعك من التشتت والالتفات إلى أمور أخرى”. لقد تمّ توزيع بطاقات صغيرة زرقاء اللون على المشاركين ومن ضمنهم الفرسان المبادِرين، والمصّممين، ومدراء الإعلان، والمدوّنين. ماهي اقتراحات زيسيادس؟ اكتب كل فكرة تخطر على بالك خلال أسبوع كامل. فمن الممكن أن تشكّل هذه الفكرة انطلاقة جيّدة لما هو مقبل، أو من الممكن أن تكون سخيفة جداً فتضحك على نفسك عند إعادة قراءتها ثانيةً، فتحاول أن تتذكّر عندها “كيف من الممكن أن تكون حمامات وسائل الإعلام الاجتماعية” فكرة تستحق الكتابة. شارك، شارك، شارك تحدّث عن أفكارك عندما تلتقي بالأصدقاء. فذلك سوف يبث الحياة فيها، مما قد يغري أحد الأصدقاء المبرمجين على التعاون معك عبر بناء نموذج أوّلي. عندما طرح الحضور السؤال على زيسيادس بخصوص سارقي الأفكار، أجاب بأنه لا يجدر بأحد القلق من هذا الأمر. لأنكم ستنجزون العمل بطريقة مختلفة، من الممكن أن تكون الأسرع في العمل أو أن هؤلاء سيعملون على مشاريعهم بطريقة مختلفة لم تكن توليها أي انتباه من الأساس. سيطر على تبعات الفكرة عادةً ما تصبحَ مشتت الأفكار عندما تجد الفكرة الأساسية التي تريد الانطلاق منها، ومن ثم تقوم بالبحث حولها وتجد أنها ليست بالفكرة الجديدة. لذلك هناك دائماً طريقة جديدة يمكنك اتباعها لطرح أفكارك بحسب قول زيسيادس. على سبيل المثال، كانت إحدى مشاريع زيسيادس الأخيرة بالوناسي ولم يكن بالمشروع المبتكر الخالص بحسب تعبيره، فهو عبارة عن فكرة التصّفح الإلكتروني من خلال الصفائح المعتمدة على التركيبات الفنية المتطابقة. إلاّ أنه لم يقدّمها أحد على شاشات الصمّام الثنائي الباعث للضوء “LED” ومستشعر الحركة سوياً. لذلك فقد تمّ بناؤها “على قدر المستطاع لتكون أوّل دمج تفاعلي في عالم من البالونات”. إذاً وكما قال: “حتى لو كانت الفكرة قد طُبّقت من قبل، إلاّ أنك لم تطبّقها أنتَ مسبقاً.” حوّل الأفكار إلى مشروع يستحضر زيسيادس مدوّنة بعنوان على الجانبOn the Side والتي تعرِض بعض الأمثلة حول كيفية عمل ذلك. إحدى هذه الأمثلة تعود لأحد أصدقاء زيسيادس الذي يهوى عملية التخمير المنزلية، وليس هناك من شيء جديد في ذلك، إلاّ أن صديقه هذا قد أسّس Brewlab SF وهو عبارة عن تجمّع للأشخاص الذين يقومون بعملية التخمير المنزلي. قامت الخياطة ليزلي شانل بتصميم الملابس المتحوّلة وذلك من خلال علم الكونفدرالية، وهي ترتدي هذه الملابس يومياً ولكن بشكل مختلف ولمدة عام كامل، كما أنها تقوم بتوثيق ذلك من خلال مقالات الكونفدرالية على مدوّنتها. ضع تاريخاً محدداً هل في وقت لاحق؟ أم يوماً ما؟ أم قريبا”؟ هذا لا يكفي. لا يتعلّق ذلك بجاهزية العرض الأوّلي. سيكون مشروعك جاهزاً عندما تبدأ. تجدر الإشارة هنا أن زيسيادس وأصدقاءه لم يكونوا قد انتهوا من عملهم عند الظهور الأول للأطفال على بالوناسي وعلى الرغم من ذلك فقد باشروا في إطلاق الحدث الخاص بالمشروع. يتابع زيسيادس قوله “إن الابتكار هو عمل مثالي بحد ذاته.” إن إحدى مشاريعه الأخرى هي مهرجان الأفلام غير المثالية وهو مهرجان أفلام شهري يشّجع على الانتهاء من الفيلم على المعاناة التي ترافق اللمسات الأخيرة فيه. ما هو مشروعك المقبل؟ ما الذي تنتظره لكي تبدأ؟ أخبرنا من خلال مشاركتك في التعليقات. الصورة: جولة وجولة في الفاتيكان من موقع فليكر، تحت رخصة المشاع الإبداعي. الشكر [لأندرو أي لارسن] (http://www.flickr.com/photos/papalars).