في افق إكساب المتمدرسين بالمرحلة الثانوية التاهيلية،لمعرفة موضوعية بالتاريخ الوطني للمغرب،بثرات البلاد المتنوع الروافد،ومن اجل ترسيخ القيم المميزة للهوية المغربية القائمة على الوحدة و التضامن،وذلك بالاعتماد على الانشطة التربوية المفتوحة على المحيط السسيوثقافي،تم مؤخرا وبالثانوية التاهيلية ابن الياسمين،تم تنظيم يوم تواصلي دراسي بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال واحتفالا باليوم الوطني للتاريخ.كان ذلك من خلال برنامج متنوع وبمشاركة عدد من القطاعات و المصالح المعنية محليا. للاشارة فقد توزع هذا اليوم الدراسي التواصلي ذو الطابع التربوى انما المفتوح على القضايا الوطنية و الاحتفالية،والذي جاء استجابة لمذكرة صادرة عن وزارة التربية الوطنية منذ حوالي السنتين في شأن استحضار تاريخ نشأة الدولة المغربية وثرات الأمة المشرق،وذلك عبرإشراك المتمدرسين تربويا في الاحتفال بالمواعد وبالمحطات الوطنية المشرقة والباعثة عن الوحدة والتضامن.توزع برنامج هذا اليوم والذي استضافته قاعة الندوات بثانوية ابن الياسمين،بشراكة مع النيابة الاقليمية للتربية الوطنية،والنيابة الجهوية للمندوبية السامية للمقاومة واعضاء جيش التحرير،على عدد من الفقرات و المداخلات العلمية. فقد تم بالمناسبة عرض شريط مصور من ارشيف وخزانة المندوبية السامية للمقاومة،شريط خاص بالحركة الوطنية المغربية والكفاح المسلح ايام السنوات الحرجة من اجل الحرية والاستقلال،وهو الشريط الذي بحكم مضمونه المعبر والمؤثر، كان على درجة من القيمة المضافة ،ومن التأثير القوي على المتلقين من التلاميد،بالنظر لما تضمنه من دلالات وطنية عميقة ومن تضحيات تستحق الاعتبار بل وقفة الاجلال و الاكبار من قبل الاجيال الجديدة المتمدرسة. اليوم الدراسي والتواصلي بمناسبة اليوم الوطني للتاريخ تضمن ثلاث مداخلات ذات بعد وطني تحسيسي،فقد تحدث الاستاذ عبد الاله بسكمار/الروائ ورئيس النادي التازي للصحافة على امتداد حوالي العشرين دقيقة عن التاريخ المحلي القريب والمرتبط بالحركة الوطنية بتازة انما من خلال ما وراء السطور وما جاء ضمنيا في رواية قبة السوق،التجربة الروائية المتميزة التي احتوت بل وردت فيها الكثير من الاحداث والوقائع ايام الكفاح الوطني سنوات الخمسينات من القرن الماضي،وهي الاحداث التي لا تزال تشكل ذاكرة محلية مهمة،تلتصق تاريخيا بعدد من الاماكن والازقة والدروب/بيوت تقليدية،حمامات،شخصيات تازية ...وكانت قراءة بعض من صفحات من رواية قبة السوق على المتتبعين من التلاميذ،بمثابة معرفة تاريخية جديدة،وتحسيس على درجة من التاثير والأهمية تجاه الاجيال الجديدة،الامر الذي ابان عن اهمية مثل هذه المواعد التربوية في الاحتفال والتواصل انما كذلك في التعريف بالتاريخ الوطني المحلي وفي ترسيخ قيم حب الوطن. في مداخلة ثانية للاستاذ عمر الصديقي محافظ المتحف الاقليمي للمقاومة بتازة وهي المنشأة والموفق الثقافي الذي تم احداثه مند حوالي الخمس سنوات في اطار شراكة بين الجماعة الحضرية لتازة والمندوبية السامية للمقاومة،القاص والشاعر/المحافظ اختار التعريف بالمرفق المتحفي في علاقته بالتاريخ الوطني،ابراز خصوصية الخدمات المفتوحة والموضوعة رهن اشارة الزوار،مايحتويه المتحف الاقليمي من مواد ومعروضات دات العلاقة بالحركة الوطنية وكفاح ساكنة الاقليم من اجل الاستقلال،وذلك قبل ان يعرض لاهمية الأرشيف والوثائق والبحوث الداعمة لمضامين الدروس المقررة في مادة التاريخ،خاصة لفائدة طور الباكالوريا الادبية والطلبة الجامعيين،في تخصصات الحضارة المغربية والتاريخ تحديدا ما يرتبط بتاريخ المقاومة المغربية المسلحة.ونظرا للحضور الكثيف في هذا اليوم التواصلي و الدراسي من قبل التلاميد،فإن ما جاء في العرض من معلومات قيمة لم يكن هؤلاء على علم بها، فقد تم الاتفاق بالمناسبة على التفكير في برنامج زيارات منظمة الى هذا المتحف للوقوف على اهمية ما يحتويه من مواد،وعلى عظمة المقاومة المغربية عموما والمحلية تحديدا، الاستاذ عبد السلام انويڴة بدوره ومن خلال مداخلة بالمناسبة تحدث عن واجب و مسؤولية الاجيال الجديدة في ملحمة صيانة الوحدة المغربية ،وهي المداخلة التي استهدف فيها خدمة القيم الوطنية،تقوية عنصر الاستمرارية في التصدي لمواجهة كل الاطماع و المؤامرات والتي تسعى الى النيل من حاضر المغرب، من الاوراش الكبرى المفتوحة،من الوحدة الترابية التي ضحى واستشهد من اجلها السلف.ومن هذه الهوية المغربية المتجدرة في التاريخ.مؤكدا على ان حدث الاستقلال وتضحيات الاجيال الماضية ومعها شهداء الصحراء المغربية،كذلك جهود استكمال الوحدة الترابية،هي امانة وطنية كبرى في عنق الجميع،وهي رسالة مقدسة تقتضي من الجميع اليقضة والتعبئة،وذلك عبر الاشراك،التوعية،التحسيس ومع كل هذا وذاك التشبث بالاصول بالمكاسب وبالوحدة الوطنية.وان كل هذا ليس بعزيز ولا بغريب عن شعب واحد وموحد من الشمال الى الجنوب،شعب منسجم مع شعاره الخالد الايمان بالله،حب الوطن ثم التشبث بالعرش العلوي المجاهد رمز الوحدة . وللاشارة فقد تم تخصيص عدد من الجوائز الرمزية والتي ساهمت بها المندوبية الاقليمية للمقاومة تشجيعا منها لتلامذة الطور الثانوي التاهليهي وتحفيزا منها لهؤلاء على العناية بالتاريخ الوطني وتاريخ المقاومة و الاستقلال،وقد كان للحضور المعبر لاطر المندوبية الاقليمية للمقاومة من خلال التواجد الشخصي للمندوب الجهوي للمقاومة واعضاء جيش التحرير الاستاذ حميد مزيغ، كذلك ممثل النيابة اللاقليمية للتعليم والمسؤول عن قسم الاتصال الاستاذ عبد الحفيظ الحافظي،هذا بالاضافة الى التدبير و التنشيط المباشر لمدير الثانوية التاهيلية ابن الياسمين الاستاذ عبد اللطيف لمسايدي،كان لكل هذا الاثاث التربوي والوطني/الاداري دوره في انجاح المبادرة التي اعتبرت الاولى من نوعها اقليميا،ويبقى ان تنظيم يوم دراسي وفي نفس الوقت تواصلي مع الجيل الجديد المتمدرس بالثانوي التاهيلي،بمناسبة اليوم الوطني للتاريخ ،كان بالاساس من اجل تعزيز وعي الشباب بالمسارات و بالاحداث الدالة في تاريخ المغرب القريب،وفي سياق ترسيخ الاعتزاز بالانتماء للوطن،والافتخار بتاريخه العريق،كل هذا من خلال استراتيجية تربوية و ثقافية من شأنها النهوض بالحياة المدرسية،ومن شأنها خدمة قيم الوطنية و المواطنة