لم يكن يوم فاتح ابريل 2012م باكادير ،مدينة الانبعاث والأمل والتجديد،يوما عاديا في حياة مكونات الإدارة التربوية العاملة بالمؤسسات العمومية الإعدادية و التأهيلية ،حيث التام شملها في مؤتمر وطني لتأسيس الجمعية الوطنية للإدارة التربوية للتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي العمومي. تحت شعار : ” قوة هيأة الإدارة التربوية في وحدتها وانسجام مكوناتها“انطلقت أشغال المؤتمر،الذي عرفت جلسته الافتتاحية حضورا وازنا لكل فئات الإدارة التربوية إلى جانب المؤتمرين ،وجوههم يملأها الفرح والأمل،فرح بالوصول إلى هذه المحطة وأمل البناء المستقبلي ،وكأن لسان حالهم يقول:(لإن اختلفت مهامنا في الإدارة التربوية فان بناء جمعية توحدنا موكول إلى إرادتنا وإيماننا). فكان كل واحد يشد على أيدي الآخرين ويسارع إلى التقاط الصور التذكارية وألسنتهم لا تكف على تثمين الجهود المبذولة التي تعتبر هذه المحطة إنصافا لها، مشددين على مواصلة الطريق بإصرار وتجاوز كل العقبات لتحقيق حلم الوحدة وجعله واقعا ملموسا يعزز مكانتهم والمؤسسات التي يعملون بها وطنيا ودوليا. كلمة اللجنة التحضيرية ذكرت بالمنطلقات التي حكمت التأسيس وأهمها واقع الممارسة المهنية للإدارة التربوية المرتبطة بالمدرسة العمومية بما تعرفه من اكراهات وما صاحبها من تطلعات وانتظارات أملاها هذا الواقع الذي لم ينل اهتماما كافيا من المسؤولين الأوصياء على القطاع.. وعبرت عن خيبة أمال الهيأة الإدارية مما سمي بإصلاحات للإدارة التربوية حيث مست بعض القشور ولم ترق إلى تطلعات العاملين بها لتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية وظروف الاشتغال للرفع من جودة الخدمات ولتمكين المؤسسة العمومية من القدرة التنافسية المأمولة فيها وطنيا ودوليا..وذكرت بان المحطات المرتقبة لتغيير النظام الأساسي تفرض على كل مكونات هيأة الإدارة التربوية التكتل لتشكيل قوة اقتراحية وازنة يؤخذ برأيها في أي مشروع تربوي وفي كل المحطات التي تهم مستقبل المنظومة التربوية، خدمة للمصلحة العامة قبل المصلحة الذاتية. كلمة أكاديمية جهة سوس ماسة درعة التي ألقاها نيابة عن المدير السيد :احميدي لديغبي ثمنت التأسيس واعتبرته مبادرة شجاعة لاينبغي التنكر لها لأنها تسعى إلى المأسسة التي تعتبر من مقومات التدبير الجيد.كما أشادت بشعار المؤتمر واعتبرته دالا على المرحلة التي تقتضي توحيد الجهود والأفكار بدل تشتيتها . واعتزت كلمة الأكاديمية بكفاءة اطر هيأة الإدارة التربوية وتصوراتها المركزة على قضايا ومشاكل المؤسسة ،وتكاملها في العمل بغض النظر عن المهمة ، همها الوحيد إنجاح عمل المؤسسة في جو من التضامن والتآزر للتغلب على مشاكل المؤسسة ناكرين ذواتهم من اجل مصلحة المدرسة العمومية. وثمنت في الأخير الأجواء الحميمة التي طبعت لقاء الحاضرين وتمنت النجاح والتوفيق لإشغال المؤتمر. وتناول الكلمة السيد:محمد اخراز باسم جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي مذكرا بالظرف الحاسم والدقيق المتميز بالمخاض الذي تعيشه المنظومة التعليمية والذي سيكون له اثر على المنظومة التعليمية ،ما يحتم على جسم الإدارة التربوية بالمؤسسات العمومية بان يكون حاضرا بقوة للمشاركة في الإصلاحات المرتقبة ،داعيا إلى جعل سنة 2012 سنة لطار للإدارة التربوية بجميع مكوناتها. بدوره ممثل التضامن الجامعي السيد: علي اكساب ، أشاد بالمبادرة وعبر عن مساندة كل مكون يوحد نساء ورجال التعليم،وسار في نقس المنحى ممثل النقابة الوطنية للتعليم(ك.د.ش) السيد:امحند كزوط ، مسجلا سعي الجمعية إلى توحيد صفوف مكونات الإدارة التربوية في لحظة تعرف التشتت والبلقنة،واعتبر خطوة الجمعية بأنها ستشكل قوة ضغط إضافية إلى جانب النقابة لتحقيق الملف المطلبي لهذه الشريحة. أما ممثل الجامعة الوطنية لموظفي التعليم(ا.و.ش.م) السيد: رشيد همام،فعبر عن المساندة المطلقة لنضالات أسرة التعليم واعتبر المؤتمر محطة لبناء لبنة أساسية تساهم في الرفع من وضعية هيأة الإدارة التربوية ،وثمن المطالب المسطرة في وثيقة مشروع الأرضية التأسيسية وأعلن عن مساندتها بشكل مطلق. ممثل النقابة الوطنية للتعليم(ف.د.ش) السيد: حفيظ اكلكال ، تمنى النجاح للجمعية ،واعتبر إصلاح المدرسة العمومية رهين بإصلاح الإدارة التربوية وتحريرها من مناخ التحكم وسيف الإعفاء المسلط على أطرها،ما يقتل فيها روح المبادرة ويجعلها حبيسة التعليمات والمذكرات..ورغم ذلك استطاعت الإدارة التربوية العمومية أن تثب نجاعتها في التدبير التربوي وتأهيل فضاءات المؤسسة بإمكانيات شبه منعدمة ويعود الفضل فيها إلى تضحيات وخبرة أطرها. وسجلت الكلمة الإجحاف الذي طال اطر الإدارة التربوية وغياب الاعتراف بدورها الرئيسي في المؤسسة وفي العملية التربوية،حيث تم إغفال وضعها في التغييرات التي عرفها النظام الأساسي،وثمنت العمل الوحدوي للجمعية التي ستكون لبنة قوية ضاغطة لإسماع صوت هيأة هامة في الحياة المدرسية وفي المنظومة التعليمية ككل . وقد عرفت الجلسة الثانية للمؤتمر نقاشا عميقا حرص فيه المتدخلون على اغناء ورقة القانون الأساسي والأرضية التأسيسية بالإضافات والتصحيح،وبعد المصادقة عليهما بالإجماع ،انتقل المؤتمرون إلى النقطة التي شدت الأعصاب كثيرا وهي تشكيل المجلس والمكتب الوطنيين للجمعية،وقد عرفت هذه المحطة لحظات عاطفية قوية خصوصا لما توارى أعضاء نشيطون من اللجنة التحضيرية،غير أن الجميع فرض عليهم مواصلة تحمل مسؤولية استكمال البناء والهيكلة على الصعيد الوطني،وكان الإجماع قويا في المجلس الوطني على اختيار الأخ: مرابط جامع ناظر بالثانوية التأهيلية :مولاي إدريس بسيدي افني رئيسا للجمعية الوطنية. وقد عرفت نهاية أشغال المؤتمر لحظة حميمية قوية تبادل فيها الحاضرون التهاني بنجاح المحطة بكل أساليب التعبير عن الفرحة ،وتم اخذ صور جماعية ردد خلالها الحاضرون شعارات التمسك بالوحدة باعتبارها قوة لتحقيق الأهداف.وشدد الجميع أن المحطة هي خروج من البناء الأصغر إلى البناء الأكبر وأوله استكمال تأسيس الفروع في كل أقاليم وجهات الوطن من اجل مستقبل المدرسة العمومية لتكون ذات جودة إنتاجية تنافس على الصعيد الدولي قبل الوطني. محمد الزعماري