أسفرت أعنف مواجهات اندلعت بين ثوار ليبيا في منطقة الزاوية ومنطقتي المايا وورشفانة، منذ سقوط العاصمة طرابلس وبعدها مقتل العقيد القذافي، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح عدد آخر. ويحدث هذا في وقت يعيش المجلس الانتقالي حالة الفوضى قبيل إعلان الحكومة الجديدة، ميزها تصريح لمحمود جبريل، رئيس الحكومة السابق، قال فيه إن ”60 بالمائة من النفط الليبي قد نفد”. ميدانيا، دخل المجلس العسكري لطرابلس في مفاوضات عسيرة لوقف الاقتتال بين الثوار في منطقة الزاوية الاستراتيجية القريبة من العاصمة بحوالي 40 كيلومترا، وقد خلفت المواجهات ثلاثة قتلى على الأقل كآخر حصيلة يوم السبت مساء. واستمر القتال، ليلة الأحد، بين الجماعات المسلحة، أدى إلى نزوح عدد من العائلات خوفا من تدهور الأوضاع، خصوصا بعد سقوط قذائف هاون في مزارع قريبة من ساحات الاشتباك. ويحدث هذا وسط غموض حول حقيقة ما يجري في المنطقة، في ظل تسريبات غير موثوقة تقول إن سيف الإسلام القذافي وراء هذه المواجهات. سياسيا، فجر رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، محمود جبريل، قنبلة جديدة تخص مستقبل ليبيا النفطي، حيث قال في تصريح للصحافة المحلية إنه ”يتعين على الليبيين إيجاد موارد بديلة للنفط من أجل استمرار اقتصاد البلاد، وبأن 60 بالمائة من احتياطيات النفط الليبية قد نفدت”. وتزامنا مع ذلك، صعد الإنتاج النفطي الليبي إلى حدود 600 ألف برميل، ويتوقع أن يصل حتى 700 ألف برميل يوميا قبل حلول العام المقبل، بناء على تصريح لوزير النفط الليبي، علي الترهوني. وفي الدوحة القطرية، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، أمس، إن ”الحكومة الليبية الجديدة ستكافئ أصدقاءها حالما يبدأ البلد المنتج للخام منح عقود نفطية، بعد أن انتهت الحرب الأهلية”. وقال نوري بالروين، للصحفيين على هامش اجتماع لمنتدى الدول المصدرة للغاز، إنه ”لا يتوقع منح أي تراخيص أو عقود خلال الفترة الانتقالية”، مضيفا أنه ”إذا تساوت جميع البنود فإن الأفضلية ستكون للأصدقاء”. على الصعيد الدبلوماسي، اجتمع نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، بعيد وصوله إلى العاصمة طرابلس، مع رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل. ومن جهتها، افتتحت كاترين آشتون، ممثلة المفوضية الأوروبية، مكتبا دبلوماسيا لها بطرابلس، أول أمس السبت. واستغل عبد الجليل الفرصة ليبعث برسائل تهدئة للغرب بخصوص تصريحاته حول اعتماد الشريعة الإسلامية أساس التشريع في ليبيا. وقال عبد الجليل إن ”ليبيا لن تكون دولة إسلامية متطرفة، وأنها ستتبع الإسلام المعتدل”، مؤكدا أن ”المرأة الليبية ستلعب دورا في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد”، مشيرا إلى ”أنها ستكون ممثلة في الحكومة المقبلة”. عن الخبر الجزائرية : رمضان بلعمري