تازا سيتي - سعيدة الرغوي: في قطاع يعتبر بالحيوي بالنسبة للعديدين ، يعاني ساكنة جماعة الزراردة القروية من نقص في التغطية الصحية ، ولا يقتصر الأمر على هؤلاء الساكنة ، بل يتعداه الأمر إلى سكان الدواوير المجاورة : ( لرياب ، الخزانة ، القصارات، واد لحمر ، عين الدفالي ، وغيرها من الدواوير التي تبعد عن هذه الجماعة القروية والتي تعاني الكثير بسبب بعدها عن العديد من الخدمات العمومية ، وفي مقدماتها : التطبيب ، هذا القطاع الذي كان يتوخى فيه تقديم خدماته للمواطنين يعاني في هذه الزاوية المنسية من ربوع المملكة من نقص في الموارد البشرية ( الأطر العاملة )، و لا جودة الخدمات لنذرة التجهيزات. ففي يوم الثلاثاء المنصرم الذي صادف الخامس عشر من شهر فبراير الحالي ، قادتني الأقدار إلى " مستوصف جماعة الزراردة القروية " ، فصدمت أيما صدمة ، أزيد من ستين مواطن قصد المستوصف للاستفادة من خدماته ، بيد أن الانتظار هو مصير هؤلاء المواطنين ، لا سيما الأمهات اللواتي قصدن المستوصف لتلقيح أبنائهن ، طوابير كثيرة ، غياب التنظيم ، واكتظاظ ، وكأننا داخل سوق ، وعفوا على هذا التشبيه ،فهو تشبيه من باب الرمزية للإحالة على الفوضى التي كانت تعم المكان ، في الوقت الذي كنت أترقب فيه تقديم خدمات هذا المركز الصحي بطريقة أفضل ، أو أقل ما يمكن القول في حقها خدمات لائقة بمواطنين ينتمون قلبا وقالبا إلى هذا الوطن ، مواطنون قطعوا مسافات طويلة للوصول إلى المركز الصحي " الزراردة " ، برفقة أطفال صغار ، ورضاع رأوا النور حديثا ّ، قدموا إلى هذه الحياة ، التي حتما تحمل لهم مفاجآت شتى ، في يوم عاصف ،ممطر ، بيد أنهم صدموا لحالة المركز الصحي ،فكيف يعقل أن تقدم ممرضة واحدة ، وممرض واحد الخدمات الصحية لكل هؤلاء ...وهل يستطيع الأطفال الصغار انتظار ساعات طوال داخل المركز إلى أن يحين وقت معاينتهم واستقبالهم من طرف الممرضة ..أم ينبغي عليهم أن يعودوا من حيث أتوا ..إلى أجل مسمى ، أو إلى حين أن تأتي الطبيبة لمعاينتهم ، مواطنون عديدون تساءلوا ..إلى متى هذا الانتظار ، وبالرغم من جهلي للهجتهم المحلية : " الأمازيغية ، إلا أن هنالك من يتحدث بالعربية بطلاقة ، عبر عن غضبه واستياءه من هذه الأوضاع المزرية .. إذن فمن المسؤول ، عن هذه الأوضاع المتردية ، وهل على المواطنين البسطاء الحرمان من التطبيب ، وتحمل قسوة الظروف الطبيعية يوميا للوصول إلى هذا المركز؟؟؟. وما حز في نفسي أكثر، أنه داخل هذا المركز الصحي تقبع قاعة صغيرة للولادة ، وأخرى لفحص ومعاينة صحة الطفل والأم ، ومكتب للطبيب ، وآخر للممرض الرئيس ، وباب ألصقت عليه عبارة " صيدلية " ، فهل حقا تكفي الملصقات الموضوعة على الأبواب للقول بتواجد مركز صحي بكل ما تختزله العبارة في طيتها في هذه الجماعة القروية ؟؟. عدا ذلك هل تواجد ممرضتين أو ثلاث، وطبيبة يكفي لتقديم الخدمات لكل هؤلاء المواطنين الذي يقصدون المركز من كل حدب وصوب ، وفي غياب مجموعة من التجهيزات الأساسية ..إذن أسئلة عدة تطرح نفسها بإلحاح ، المواطنون يتذمرون ، فهل من مستجيب ، وهل نسكت على الحيف الذي يطال مواطنو المنطقة ،والدواوير المجاورة ...هذا سؤال من عدة أسئلة أرجئها إلى وقت لاحق مرفوع إلى ممثلي الجماعة القروية ، وإلى كل صاحب ضمير يسعى جاهدا لإخراج المسكوت عنه إلى حيز الوجود ، ولإصلاح المقدور عليه ..بهذه المنطقة الجبلية . وإلى إشعار آخر مع مشاكل عدة تقهر المواطن البسيط...