بلغ مسلسل فك العزلة عن منطقة الريف سرعته القصوى في سنة 2012 كما تدل على ذلك جيدا مدينة الحسيمة التي تستعد للانفتاح على الجنوب من خلال الطريق السريع الجديد تازة - الحسيمة٬ بعد ربط المدينة في جانبها الشرقي بالناظور وفي جانبها الغربي بالجبهة وتطوان.
وسيساعد المحور الطرقي الجديد المرتقب٬ الذي طالما انتظرته ساكنة المنطقة٬ بقوة في تحسين ظروف السلامة الطرقية والنقل بين تازةوالحسيمة٬ كبديل للطريق الحالية المعروفة بتضاريسها الوعرة وكثرة منعرجاتها، وسيمكن المشروع٬ الذي يتطلب استثمارا إجماليا يناهز 2,5 مليار درهم٬ من تقليص مدة السفر بين فاسوالحسيمة٬ فضلا عن النهوض بالرواج السوسيو-اقتصادي للإقليم بفضل تطوير نقل البضائع.
وانطلقت أشغال بناء هذا المحور الطرقي الجديد٬ الممتد على حوالي 148,5 كلم٬ في يونيو 2011٬ خاصة بعد إنجاز الشطر الأول المتعلق بمقطع أجدير - بني بوعياش على امتداد 16 كلم. ويتمثل المشروع٬ الذي يمتد إنجازه ما بين 2011 و2015٬ أساسا في تثنية الطريق الجهوية رقم 505 والطريق الوطنية رقم 2٬ وإعادة بناء 36 جسرا وتثنية 12 جسرا آخر.
وسيمول المشروع كل من وزارة الداخلية (700 مليون درهم)٬ ووزارة التجهيز والنقل (600 مليون درهم) والميزانية العامة للدولة (1,2 مليار درهم). وأكد المدير الجهوي للتجهيز والنقل السيد محمد زهير٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أنه تم إنجاز 50 في المئة من الأشغال في شطر أجدير - بني بوعياش٬ الممتد ل16 كلم٬ مشيرا إلى أنه في الظروف المثلى٬ سيتم استكمال هذا الجزء في غشت 2013.
وأوضح أنه إذا كانت عمليات حفر وتزفيت هذا المقطع قد انتهت تقريبا٬ فإن العمل الأساسي المتبقي يتمثل بدرجة أولى في بناء قارعة الطريق والمنشآت الفنية وقنوات تصريف المياه والجسور٬ وهي أوراش تتطلب عملا دقيقا، وأضاف السيد زهير أنه في الطرف الآخر من الطريق السريع الجديد انطلاقا من تازة٬ تنقسم الأشغال لشطرين٬ أحدهما عند محطة أداء الطريق السيار بتازة (6 كلم) والآخر عند محطة الأداء بجماعة جبارنة (30 كلم)٬ مشيرا إلى أن معدل إنجاز هذين الورشين بلغ 20 في المئة.
وبخصوص الإكراهات المتعلق بإنجاز المشروع٬ أبرز المسؤول الجهوي أن طبيعة التربة في هذه المنطقة الجبلية يشكل عائقا كبيرا أمام تقدم الأشغال٬ فضلا عن مجاري المياه المتعددة التي تعبر منطقة الأشغال٬ مضيفا أن باقي الصعوبات تتمثل في تحويل شبكتي الماء الصالح للشرب والكهرباء.
وتعد سنة 2013 بالمزيد٬ عبر إنجاز العديد من المشاريع المتعلقة بالخصوص باستكمال البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية من خلال إنجاز 100 كلم من الطرق القروية بالإقليم٬ ومواصلة برامج صيانة الشبكة الطرقية وبرنامج التأهيل الترابي.