بجدول أعمال من سبعة نقط، و بكراسي فارغة، و بغياب ممثل السلطة لمدة 15 دقيقة، افتتح (عقد) المجلس الجماعي دورته العادية لشهر يوليوز، يوم أمس الثلاثاء (5 يوليوز) برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي بتازة وبحضور 24 عضوا من أصل 39 مستشارا بمن فيهم المعارضة، هذه الأخيرة التي ظلت وفية لقرارها القاضي بالمقاطعة إلى حين (؟) و المتخذ منذ دورة أكتوبر 2010، و هو ما دفع عفويا كل من السيد 'عبد العزيز بلة' و 'عبد العزيز كنتية' للجلوس على المقاعد التي اعتاد أعضاء المعارضة شغرها و فتح باب الازدراء بين المتتبعين لقول كون المعارضة انتقلت "من حزب الأحرار الى العزيزين". هذا و افتتحت الدورة بعرض نشاط مكتب المجلس (5 اجتماعات) و اللجان ما بين الدورتين، و كذا استعراض جدول أعمال الدورة الذي تضمن سبع نقط نصفها خاص بقطاع التعمير، و من أبرز ما تم مناقشته : قرار عدم تنظيم المهرجان الثقافي لمدينة تازة سنة 2011، قرار توقيف خط النقل الرابط ما بين تازةالمدينة و جماعة مكناسة الغربية، تعجيل مسطرة مطرح النفايات ، دعم نشاط الجمعية البوصيرية و المزمع القيام به في شهر رمضان (...) حيث عرفت كل النقط التصويت بالإجماع - كسمة مميزة للمجلس الحالي- باستثناء النقطة السابعة التي عرفت التصويت بالمعارضة من طرف المستشاران 'عبد الرزاق الشامي و خالد الصنهاجي'.
لكن بين المصادقة و المعارضة، ظل جل المستشارون أوفياء للمهمة التي انتخبوا من اجلها و المتمثلة في رفع الأيادي للتصويت (بنعم) فقط، حتى نقطة تخطيط حدود جماعية رقم 385 ذات عرض 30 بحي التقدم طرق باب بودير، و التي أثارت سجالا بين المستشارين و صمت عنه العارفون، تم تمريرها و المصادقة عنها على مضض، رغم كون هذه الطريق ستعرف تدخلا للوكالة المستقلة للماء في إطار مد الحي بتطهير السائل، و هو ما سيؤدي في الغالب إلى دفع تعويض للخواص عن مجموعة من الأراضي .
لكن الجماعة الحضرية بتازة ارتأت أن تبادر الى توسيعها و تخطيط حدودها حتى تجود بعطائها على هؤلاء الخواص عوضا عن الوكالة، و هو ما دفع بعض المستشارين للتساؤل عن مكان الطريق و الحدود التي يجب تخطيطها -كما جاء على لسان 'عبد الرزاق الشامي' – إذ طالب هذا الأخير بتبيانها بواسطة الصور أو عن طريق "الداتا-شو" ، لكن رئيس قسم الممتلكات كانت له طريقة أخرى في توضيح معالمها، بقوله بالعامية المغربية" هي الطريقة لي خارجة من مقبرة سيدي عبد الجليل ، جهة الكوشة ، فين كان السوق كيعمر سابقا " بالمقابل كشف ممثل الوكالة الحضرية -عن قصد أو غير قصد- المستور، كون الطريق لها علاقة بإحدى التجزيئات المرخص لها.
اما عن تحويل اعتمادات المهرجان الثقافي لتازة 2011 و المقدرة بتسعمائة ألف درهم الى إعانات للمؤسسات الاجتماعية و قيمتها 300 ألف درهم ، ضمنها حفل الزفاف الجماعي الذي تحسر عليه السيد 'أبو الغازي' باعتبار أن الفكرة سبق له أن طرحها على المجلس منذ ثلاث سنوات ليفاجئ أن الفكرة قد تم اعتمادها من طرف إحدى الجمعيات بدعم من طرف المجلس، و هو ما يطرح سؤالا عريضا عن مآل مهرجان تازة الثقافي الذي تطلعنا جماعة تازة عليه كل سنة و تلغيه في أخر لحظاته.
النقطة الأخيرة و المتعلقة بالمصادقة على محضر لجنة السير و الجولان ، أبانت من جديد عن ارتجالية القرارات المتخذة، و بالرجوع الى قرار تخصيص شارع يوسف بن تاشفين بحي القدس لمرور السيارات عن الجهة اليمنى فقط أي " الصعود" و تخصيص شارع غزة للمرور عن الجهة اليسرى أي " الهبوط" ، هو ارتباك لهذه اللجنة و يؤكد أن المستشارون يحضرون بأجسامهم فقط، و ليس هناك تواصل بين مكونات المجلس، إذ أن ذات المجلس و في دورة سابقة قد صادق على تخصيص ميزانية لتوسعة الطريق، و ربما أن تفويت الصفقة بمراحلها الأخيرة، و عليه يتساءل الجميع و ببراءة عن جدوى هذا القرار ؟