[U][COLOR=red]أضواء على تاريخ السينما بتازة[/COLOR][/U] [IMG]http://tazacity.info/news/infimages/myuppic/4ad9158571452.jpg[/IMG] [U][COLOR=black]امحمد العلوي الباهي[/COLOR][/U] [U][COLOR=red]باحث في الحضارة المغربية[/COLOR][/U] قد يتساءل القارىء للوهلة الأولى: هل للسينما بتازة تاريخ؟ ! أجيب و على الفور بنعم... للسينما بتازة تاريخ...مثل ما لها في كل فنون التاريخ من موسيقى، مسرح، تشكيل، شعر، و سرد...و غير ذلك، و أنا كمهتم، سأحاول من خلال هذه الإضاءة المختصرة عرض جملة من الإفادات حددتها من خلال ذاكرتي و تقييداتي و مراجعي، و ذلك في خمسة عشر (15) عنوانا باختصار على أمل التوسع في بسطها و معالجتها من خلالها [U][COLOR=red]1-أول ظهور للسينما في تازة:[/COLOR][/U] تعتبر بعض المدارس الابتدائية أيام الحماية، أول ظهور للسينما في تازة على مستوى المشاهدة و الفرجة، و بقيت هذه الفرجة سارية الى ما بعد سنوات الاستقلال، و لا زلت أتذكر في طفولتي بداية الستينيات عند دراستي بمدرسة خالد بن الوليد بتازة العليا، و التي كانت تسمى بمدرسة كانكودير عند تأسيسها سنة 1944...أن احد أقسامها كان قد بني أصلا لمشاهدة العروض السينمائية و فصل دراسي في نفس وقت...و كانت أغلبية الأفلام المقدمة هي (شارلو) "شارلي شابلن" المضحكة، و كانت تقدم أحيانا في العطل و الأعياد مقابل 20 سنتيما. [U][COLOR=red]2-صندوق الفراجة:[/COLOR][/U] كانت بتازة العليا ساحة عروض الفرجة الشعبية و هي "الحلايقية" بباب جمعة الفوقية (مثل ساحة الفناير بمراكش و بوجلود بفاس) و كان سكان المدينة يقصدون هذه الساحة المجاورة لساحة أحراش يوميا، حيث سوقا رائجة بالتبضع و الفرجة، الشيء الذي جعل بعضهم يأتي بصندوق بداخله عروض لشخوص متحركة...ينظر إليها من ثقب بمقابل مالي بسيط... و كان صندوق الفرجة بداية وجود قاعة العروض "سينما الأطلس" [U][COLOR=red]3-سينما الأطلس:[/COLOR][/U] الإقبال الذي كانت تصادفه الحلقة بساحة باب الجمعة الفوقية و التي كانت زاخرة بأنماط الفرجة الشعبية من ازليات و عنتريات وهلاليات، و حكايات ألف ليلة و ليلة و بهلوانات المسيح، و عبيدات الرمى و غير ذلك في من العروض التي كانت في جملها تمجد البطولات العربية الإسلامية، و تحث على الجهاد و حب الوطن، جعل المستعمر يفكر في تحويل الفرجة المغربية من ساحة عمومية إلى داخل قاعة، بشكل مغاير و بفرجة سينمائية مستوردة. و عليه، و في سنة 1953 أمر ببناء قاعة سينمائية كبيرة لاستقطاب مجموع الوافدين على ساحة باب جمعة الفوقية كل عشية، اختير لها اسم "سينما أطلس"، خصصت مصاريف بنائها و تجهيزها من أموال الأوقاف التي كانت وافرة بتازة آنذاك. و قد ازدهرت عروض هذه السينما في كثير من الفترات إلا انه مع ظهور الفيديو و الديفيدي ثم الانترنيت في أيامنا هذه، جعل من دور السينما بتازة كما هو الحال بمدن مغربية أخرى في خبر كان، حيث تحولت هذه القاعة السينمائية إلى قاعة متعددة التخصصات: فهي صالة ألعاب بالنهار، و قاعة للحفلات و الأعراس بالليل. [COLOR=red][U]4-قويدر بناني: مدير المركز السينمائي:[/U][/COLOR] قويدر بناني من مواليد تازة العليا، مهندس إعلامي...عمل مديرا للمركز السينمائي المغربي -الذي احدث سنة 1944- لمدة عشر سنوات ما بين (1976-1986)، قام خلالها بإعادة تنظيم هذا المركز سنة 1977 بفضله تم تحديث و تطبيق التشريعات و التدابير التنظيمية التي تهم مهن القطاع و صناعة السينما في المغرب، بما في ذلك إحداث المركب السينمائي سنة 1980 و إلحاقه بالمركز...هذا المركب الذي ينجز الأشغال التقنية المتعلقة بمعالجة الأفلام في المختبر و تحميض الأشرطة من جميع الأحجام من الانتاجات الوطنية و الدولية، مع استوديو للصوت و المؤثرات...يتم فيه الدبلجة و الميكساج... ويعد هذا الاستوديو حاليا الأحسن تجهيزا في افريقيا و في العالم العربي... كما يعد المهندس قويدر بناني التازي من المحفزين على بناء القاعات السينمائية بالمغرب. [U][COLOR=red]5-فيلم "لوبيسطوني" Le Pistonée[/COLOR][/U] في سنة 1969 شهدت مدينة تازة تصوير بعض المشاهد من شريط سينمائي طويل من إنتاج فرنسي تحت عنوان "لوبيسطوني" لمخرجه: كلود بري Claude Berri قصة الشريط تدور حول شاب فرنسي استدعي للتجنيد الاجباري، و لم يرق له ذلك، فطلب من أهله التوسط له بواسطة شخصية نافذة بباريس، و انطلقت المحاولات و التدخلات...و حان يوم الالتحاق...ولم يجد بدا من الامتثال لأمر التجنيد على أمل أن تثمر و عود المتدخلين فيما بعد. يلحق المجند بالفيلق الفرنسي المتواجد في المغرب أواخر سنوات الحماية، و يقضي أيام تجنيده في المغرب بكاملها إلى أن شهد بأم عينه احتفالات المغاربة باستقلال المغرب و هو بمدينة تازة، دون أن يثمر لصالحه أي توسط داعم له...عندها يقرر كتابة مذكرات أيام تجنيده بالمغرب تحت العنوان المذكور. و لما قرر المخرج الفرنسي "كلود بري" إخراج هذا الفيلم الذي وضع له أيضا السيناريو و الحوار، فضل تصويره في الأماكن الحقيقية لوقائعه فكانت مدينة تازة من بين الأماكن الهامة التي صورت فيها مشاهد رائعة أذكر منها: * لقطات للمجندين الفرنسيين و هم في طريقهم إلى الثكنة يقفزون من الشاحنات العسكرية بأسلحتهم ...ويستلقون على الأرض و يزحفون على بطونهم لمواجهة رجال المقاومة و جيش التحرير. * مشهد الثكنة العسكرية حيث المستشفى العسكري الذي عين فيه المجند كممرض و كانت هذه الثكنة تظهر من بعيد مدينة تازة العليا محيطة بأسوارها كتاج على أخر صخرة من سلسلة جبال الأطلس. * مشهد لمناظر عامة و هائلة للمسبح البلدي الشهير بتازة و هو في أوج جماله و ازدهاره "يا حصرتاه". * أخر لقطات الفيلم لأيام الاستقلال...و قد حضرت شخصيا تصوير هذه اللقطات ما بين مقهى الباشا و ساحة أحراش بتازة، حيث كانت حشود المتظاهرين من كل فئات السكان يهتفون بالاستقلال حاملين الرايات و صور محمد الخامس. يعد شريط "لوبيسطوني" بحق ورقة إضافية مصورة في التاريخ الكولونيالي في المغرب و من أروع الأفلام السينمائية حبكة و صناعة...مدته 91 دقيقة، كانت بداية عرضه في قاعات باريس هو يوم 15 أبريل 1970، عرض بعد ذلك في قاعات السينما بتازة و لقي إقبالا كبيرا ثم راج بتازة كذلك كشريط فيديو. [COLOR=red]يتبع[/COLOR] بقلم: امحمد العلوي الباهي [COLOR=red][B]للامانة العلمية...على المستفيذ ان يذكر المرجع و صاحبه.[/B][/COLOR]